جواد السنني يخرج عن صمته ويكشف لـ”الديار” كواليس “فشل” تنظيم “مائوية” مهرجان حب الملوك
في حوار مطول، ينشر على حلقات، يبوح المخرج جواد السنني بعدد من المعطيات المثيرة، يكشف عنها لأول مرة، مرتبطة بـ”المؤسسة” التي ينوي إحداثها بمدينة صفرو، وبـ”اختفاء” مهرجان حب الملوك هذه السنة، بعد توقف اضطراري بسبب جائحة كورونا. دورة كان من المفروض أن تمر في أبهى حلة لأن الأمر يتعلق بـ”مائوية” شيخ المهرجانات.
من يتحمل مسؤولية هذا “الاختفاء”، في الوقت الذي نظمت جميع المدن والمناطق مهرجاناتها؟.. السنني يؤكد أن قبوله الإجابة على أسئلة “الديار”، حول المهرجان هو “فقط لتوضيح بعض “الإشاعات” و”سوء الفهم”، بعد أن حمّله البعض مسؤولية عدم تنظيم المهرجان هذا الصيف.
المدير الفني، في هذه الحلقات، كشف عن “تكليف” المجلس الجماعي لشخص “لا صفة له” لكي يناقشه في الموضوع، وتحدث عن قصة “تسريب” صورة دون إذن منه، ومحاولة “تسميم” علاقته بالإعلامي بلال مرميد. كما تطرق إلى عدم احترام “حداده” على وفاة أخيه، موضحا ملابسات “دفعه إلى الابتعاد” بينما “المتحكمون” في دواليب “المجلس”، يرتبون لسيناريو آخر في الكواليس.
الحلقة الثالثة
- مع كل هذه الأحداث السابقة، هل تعتقدون أنه تم دفعكم للانسحاب من تنظيم مائوية مهرجان حب الملوك لهذه السنة؟
بكل صراحة، واقعة تسريب الصورة “معجباتنيش بزااف”، كما محاولة خلق “وقيعة” بيني وبين بلال مرميد، بالإضافة إلى أحداث أخرى، لا داعي لذكرها. كل هذا أثر على “الحماس” الذي أظهرته بصدق، و”الروحانية” التي كنت أتمنى الاشتغال بها.
والدليل هو أنني كنت أعقد اجتماعات مع شباب من جمعيات المجتمع المدني وغيره، حول موضوع المؤسسة والمهرجان في ورش بناء السينما، مستعينا بطاولات ومقاعد مقاهي الجيران، وهذا موثق بالصور، قبل أن يقع حدث عائلي كان صعبا للغاية بالنسبة لي، ويتعلق بالأمر بوفاة أخي، الذي يعرف القاصي والداني في صفرو علاقتي وارتباطي به. وهي الوفاة التي أتت أشهرا قليلة على وفاة الوالدة. رحمهما الله.
للأسف، لم يتم احترام حدادي وحزني، حيث تم الترويج على أن هناك من اتصل بي من المسؤولين بالجماعة، لكني لا أجيب!. وهذه مناسبة كذلك لأوضح بأنه لم يتصل بي أحد من المجلس، لا هاتفيا أو بأي وسيلة أخرى. كل من اتصل بي هاتفيا هو أخ الرئيس، مشكورا، من أجل تقديم التعازي. وأتحدى من يقول العكس.
بعد ترويج هذه المغالطات و”الإشاعات” على نطاق واسع، سأكتشف أن المجلس لديه “مخطط” آخر، بعد أن اطلعت على تصريح بـ”الفايسبوك” حول إطلاق “طلب عروض” لجمعيات المجتمع المدني. قلت “مزيان”، علما أنني كنت من دعوت في اللقاءات الأولى حول تنظيم المهرجان إلى هذه الخطة، مع تشكيل هيئة أشارك بها متطوعا، لاختيار أفضل المقترحات..
- (مقاطعا) للتوضيح فقط.. “طلب العروض” أو ما أسموه بالانفتاح على جمعيات المجتمع المدني جاء بعد أن سقطت “خطة” منح المهرجان إلى جمعية “أفق المغرب”، التي قامت بتغيير قانونها الأساسي، وأعدت، تقريبا، كل ما يتعلق بتنظيم النسخة المائة من المهرجان، لدرجة انه تم إدراج نقطة الاتفاقية مع المجلس في جدول أعمال دورة فبراير الماضي (النقطة 18ربما على ما أذكر)، قبل أن يتم سحبها إثر فضح “المخطط” من طرف جريدة “الديار”، ما فجر غضب فعاليات مدنية ومستشارين ومستشارات من الأغلبية رفضوا “الكولسة” و”السطو” على تاريخ المدينة..
بلغتني بعض الأصداء حول هذا الموضوع، لكني قررت عدم الاهتمام بها، لأنني لم أكن أتوفر على تأكيد أو دليل ملموس، قبل أن يُكشف المستور للأسف.
خروج “السيناريو” إلى العلن وتأكيد تلك “الشكوك” التي بلغتني، كانت بالنسبة لي نقطة “القطيعة النهائية”.. لأنهم “لاحوني نوجد مشروع، وهما كيوجدو حاجة أخرى في الكواليس!”.
- لماذا اخترتم الصمت أمام كل هذه الوقائع المؤسفة، علما أن الرأي العام “الصفريوي” كان يترقب مشروعكم، بل عبر عن دعمه وثقته في كفاءتكم؟
الجواب بسيط للغاية: لأنني لا أتوفر على أي وثيقة رسمية تتعلق بتنظيم المهرجان أو الإعداد له. “هادشي لي هدرت عليه كامل.. من حقهم ينكروني ويقولو متلاقيناش أصلا!”.
فلماذا سأتواصل وأنا لا أتوفر على أي مراسلة رسمية؟. وفي نفس الوقت صمتي كان كذلك رسالة لمن يهمه الأمر: “برافو عندك الصح، وبصحتك. قالو شمتك.. قالو عرفتك!”.
وبالمنطق، من حقهم أن يفعلوا ما يشاؤون، لأنه لا شيء رسمي بيننا، فلماذا سأحتج وأشتكي بأنهم “قولبوني”.. لا “مقولبونيش. لأنه في الأساس أنا أرفض هذه اللغة”.
- نعم، “مقولبوكش”، وفق تعبيركم، لكن الخاسر الأكبر في هذا “العبث” هو المدينة وساكنتها التي حُرمت من المهرجان..
الصراحة، وهذا كان موقفي الأولي وندمت على التراجع عنه، كان يجب الاستعداد، قبل الفترة التي تمت مفاتحتي في الموضوع من أجل تنظيم مائوية في المستوى.
موقفي الثاني، والذي كنت ألح عليه، هو إشراك المجتمع المدني بالمدينة، وعندها سأشارك كفاعل مدني أو مجتمع مدني، لأن، كما قلت سابقا، كل ما يتعلق بالإدارة والتسيير لا يعني لي شيئا، بقدر ما يهمني تطوير الفرد. وعندما يتطور الإنسان، سيكون قادرا على تنظيم مهرجانات وليس مهرجان واحد.
- خلال أحد لقاءاتكم مع الشخص أو الأشخاص “المكلفين” بمناقشتك، نيابة عن المجلس، في موضوع تنظيم “مائوية” مهرجان حب الملوك، طلبتم منهم أن يساهموا ماديا إذا رغبوا في دعم فكرة المؤسسة؟..
بالفعل، كان هناك نقاش حول الموضوع، حيث أخبرتهم بصعوبة الحصول على دعم الشركاء مباشرة بعد التأسيس، لهذا اقترحت أن تكون أولى المبالغ المودعة في المؤسسة من جيوبنا من أجل تأدية رواتب الأجراء في المؤسسة، “ولي قد على شي بركة يعطيها”، وصرحت علانية بالمبلغ الذي كنت مستعدا لتحويله إلى المؤسسة.
عدم التفاعل مع المقترح كان من بين النقط التي انتبهت إليها، والتي توضح عقلية وشخصية من كنت أتعامل معهم، لأني كنت سأفرح كثيرا لو تحرك أحدهم فعليا، وليس شفويا بترديد الشعارات، من أجل إعطاء دفعة للمشروع.
- يقال أنكم أخبرتم الشخص الذي كان يفاوضكم، أو “مبعوث” الرئيس، صراحة أنه لن يسير المؤسسة أو المهرجان.
لم يكن الوحيد الذي أخبرته بهذا الأمر، وإنما قلتها صراحة لعدة أشخاص. وهنا وجب التأكيد على أنني لم أرفض انخراطهم في المؤسسة، بل لدي تحفظات حول دخولهم إلى الهيئة المسيرة أو المقررة.
- هل هذا الرفض أو “التحفظ” له علاقة بفرضية محاولة استغلال المؤسسة والمهرجان سياسيا؟
أسماء عديدة تم ذكرها، من أجل المشاركة في تسيير المؤسسة أو تنظيم المهرجان، لكن ردي كان هو أن هذه الأسماء سنحتاجها في سيرورة العمل، لأنها أسماء مشهورة، وسنحتاج علاقاتها، وقدمت بلال مرميد كمثال. لأن هدفي الأول كان هو تأهيل وتكوين خلف بعد 5 سنوات، كحد أقصى، من أجل زرع الأمل والثقة في الشباب، وتشجيعهم على تدبير مؤسسة، ولتكسير عقدة النقص لدى “الصفريوي” من “الصفريوي”.
- مع كل ما وقع، هل ما تزال فكرة خلق مؤسسة بالأفكار التي عبرتم عنها سابقا قائمة؟
مشروع المؤسسة قائم، وعبرت عن الأمر للأشخاص الذين كنت ألتقيهم: “المؤسسة غادي تكون بيكم وبلا بيكم”.. لأن الفكرة كانت قبل حتى اتصالهم، وعقدت مع بعض المسؤولين لقاءات حول مشاريع أخرى تهم الإقلاع بالمدينة بعيدة تماما عن المهرجان، أفضل عدم التطرق إليها.
بالمقابل التجربة التي مررت بها وتحدثنا عنها أظهرت لي البيئة والمحيط الذي سأشتغل فيه والذي يجب أن أتعامل معه. ولهذا، بلا “طنز” أو تهكم وبكل صدق، أشكر الجميع على ما تعلمته واستخلصته بفضلهم. وقبولي الإجابة على أسئلتكم حول “فشل” تنظيم المهرجان هو فقط لتوضيح بعض “الإشاعات” و”سوء الفهم” حول مسؤوليتي المفترضة في عدم تنظيم التظاهرة.
الجزء الأول من حوار جريدة “الديار” مع المخرج العالمي جواد السنني:
جواد السنني يخرج عن صمته ويكشف لـ”الديار” كواليس “فشل” تنظيم “مائوية” مهرجان حب الملوك
الجزء الثاني من حوار جريدة “الديار” مع المخرج العالمي جواد السنني:
جواد السنني يخرج عن صمته ويكشف لـ”الديار” كواليس “فشل” تنظيم “مائوية” مهرجان حب الملوك