“العطش” بجماعة الدار الحمراء.. أو عندما يقع مواطنون ضحية لـ”الحسابات السياسية” أمام “صمت” السلطة
يتفاقم واقع “العطش” و”التعطيش” بدواوير جماعة الدار الحمراء، إقليم صفرو، حيث تعيش الساكنة على وقع شح غير مسبوق في الماء، مما يؤزم واقع معيشها اليومي، مع رحلة البحث عن قطرة ماء، تحتار بين أن تروي عطشها بها، أو أن ترحم ماشيتها العطشى هي الأخرى.
(ف.ل) أحد ساكنة جماعة الدار الحمراء، صرح لجريدة “الديار” بأن مجموعة من الدواوير المتواجدة بالجماعة، ومن بينها دوار القصبة، تعاني من مشكل عويص، يتمثل في شح الماء. “فالجماعة وضعت خزانا لا يمد الساكنة بالماء الذي تحتاجه، حيث ينقطع الماء بشكل مستمر، وعندما يصل كل يومين فإنه يصل بكمية جد محدودة لا تكفي لسد حاجيات الساكنة وماشيتها” يورد المصدر نفسه.
والجماعة، يقول محدثنا، لا تواكب المشكل المطروح، حيث يخيم التسيير العشوائي والصراعات السياسية، مما جعل عددا من الساكنة تغادر الدوار، وبعضها ترك منزله دون رجعة بسبب مشكل الماء، علما أن المنطقة تتوفر على فرشة مائية جد جيدة، “لكن من يحفر الآبار ويزود الساكنة بالماء؟” يتساءل بحسرة.
ومؤخرا، يفيد المتحدث ذاته، في دورة جماعية، اقترحت الرئيسة حفر آبار وتفويض التسيير إلى جمعية معينة، وهو ما قوبل بالرفض من طرف أعضاء المجلس، الشيء الذي اعتبره مصدرنا “بلوكاجا” من أجل تنحية الرئيسة عن منصبها، واستبدالها برئيس آخر، بمعنى أنهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية على حساب الحق في الحياة بالنسبة لساكنة المنطقة المحرومة من الماء، على حد تعبيره.
وتضطر الساكنة التي تتوفر على دواب تعينها على الطريق إلى المضي إلى العين التي تبعد عن الدوار بحوالي 3 كيلومترات، لجلب بعض الماء.
وكخطوات احتجاجية، أكد (ف.ل) أن الساكنة جسدت غير ما مرة وقفات احتجاجية، كما نددت بشكل متواصل بالواقع الذي تعيشه عبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، دون جدوى، في أفق تنظيم وقفة احتجاجية جديدة علها تعطي أكلها.
متضرر آخر من دوار ايت يحيى أشار إلى أن معظم المنازل مزودة بأنابيب وعدادات تابعة لجماعة الدار الحمراء، لكن دون جدوى، حيث يشهد توزيع الماء أزمات متمثلة في الندرة مع سوء التدبير من طرف الجهات المعنية، الشيء الذي يحول دون استفادة الدوار من هذه المادة الحيوية.
محدثنا أكد أن أحد المحسنين قام بحفر بئر علها تسد حاجات الساكنة، لكن دون جدوى، حيث اعتبر أن هاته الحلول تبقى مجرد حلول ترقيعية.
وكحل جديد، يفيد المصدر نفسه، قام مجموعة من السكان بإنشاء جمعية من أجل المساهمة والمساعدة في حل هذه المشكلة ولو مؤقتا، لكن المجلس الجماعي المحلي لم يسمح بذلك لاعتبارات لا يعلمها أحد، وفق تعبيره.
هل “تحالف” السياسيون في جماعة الدار الحمراء مع “الجفاف”، الذي يرزح تحته المغرب، من أجل تعقيد الوضعية المعيشية لمواطنين بسطاء؟ تتساءل مصادر جريدة “الديار” وهي تعاين نساء في أرذل العمر يقطعن مسافات طويلة من أجل جلب قطرة ماء.
وفي هذا السياق، أشارت مصادرنا إلى أن المجلس الجماعي لدار الحمراء رفض التصويت على نقطتين، في دورة 20 يوليوز الماضية، مرتبطتين بمشكل الماء في محاولة لتجاوز محنة “العطش” بالمنطقة. “تتعلق الأولى تفويت حصة الماء لإحدى الجمعيات فيما ترتبط النقطة الثانية بحفر آبار استكشافية”، تتابع مصادرنا، قبل أن تستنكر تغييب المستشارين الرافضين للنقطتين للمصلحة العامة من أجل حسابات “سياسوية”، في الوقت الذي تظل السلطة تلعب دور “المتفرج”.