“حركة لا أخلاقية” و”كاراتيه” و”نطح” بين اللاعبين في مباراة “العار”.. “الديار” تنقل تفاصيل تحول ملعب لكرة القدم إلى “ساحة حرب” بصفرو
أسبوعان، تقريبا، ومدينة صفرو تعيش على وقع أجواء مشحونة بين مناصري نادي “وداد صفرو” لكرة القدم وبين بعض المنتسبين للفريق من لاعبين وأطر تقنية، يتقدمهم المدرب شمس الدين الشطيبي و”اللاعب” ياسين الصالحي، بسبب تصريح للأول، اعتبرته الجماهير “إهانة” في حق أبناء المدينة وتاريخ الفريق، بينما يتهمون الثاني باقتراف “حركة غير أخلاقية” اتجاه المدرجات في مباراة اتحاد أجلموس، بعد انتقاد مستواه من طرف الجمهور.
لكن، أشد المتشائمين لم يكن ليتصور أن تتطور الأحداث، ويصل الأمر بمكونات الفريق الأول لـ”مدينة حب الملوك” إلى “التورط” في تحويل أرضية الملعب البلدي، خلال مباراة أمس الأحد ضد فريق أمل العروي، برسم منافسات بطولة القسم الثاني هواة، إلى “ساحة حرب”، صارت حديث المغاربة والعالم، إثر انتشار صور وتسجيلات “الشوهة” على مواقع التواصل الاجتماعي.
ما هي الأجواء التي مرت فيها المباراة؟ وما حقيقة مسؤولية الحكم في “شغب اللاعبين”؟ وكيف تحول “لاعبون” لكرة القدم إلى “مصارعين”؟.. جريدة “الديار” تنقل إليكم تفاصيل “فضيحة رياضية وأخلاقية” في مغرب يُروج لـ”نهضته الكروية”، ويستعد لتنظيم كأس العالم بدعم ملكي.
الجمهور يطالب بإبعاد الصالحي
دقائق على انطلاق المباراة، وقبل حتى دخول اللاعبين إلى أرضية الملعب من أجل التسخينات، طالبت الجماهير الصفريوية، التي بدأت في التوافد على الملعب البلدي لمدينة صفرو لمتابعة أطوار مباراة فريق وداد صفرو ونادي أمل العروي، برسم بطولة القسم الثاني هواة – شطر الشمال الشرقي -، (طالبت) من المدرب شمس الدين الشطيبي إبعاد اللاعب ياسين الصالحي عن تشكيلة الفريق، بسبب ما اعتبروه ضعفا في مستواه ولعدم تقديمه الإضافة للفريق، في الوقت الذي يتوصل بكامل مستحقاته المالية.
إصرار الجمهور على عدم إقحام ياسين الصالحي يأتي كذلك، بسبب اتهامهم له، بتوجيه “حركة غير أخلاقية” إلى الجمهور، في المباراة السابقة للفريق ضد اتحاد أجلموس، والتي انتهت بالتعادل السلبي.
الاحتجاجات، قبل انطلاق المباراة، طالت أيضا المدرب الشطيبي، بسبب النتائج المخيبة وتموقع الفريق في منطقة الخطر، في ترتيب البطولة، حيث أصبح مهددا بالنزول إلى الأقسام السفلى، رغم الإمكانيات المهمة الموضوعة رهن إشارة الفريق، ورغم الوعود التي أطلقت بتحقيق الصعود.
انطلقت المباراة في موعدها المحدد، ولم تتوقف انتقادات الجمهور، الذي حج بكثرة إلى مدرجات الملعب البلدي بصفرو، سواء اتجاه المدرب شمس الدين الشطيبي، أو ياسين الصالحي، الذي أكد الحاضرون، أن الأخير دخل في “مناوشات” خفيفة مع الجمهور، حيث ظل يشير في اتجاههم ويطالبهم بمتابعته بالإشارة إلى عينيه، وهو يبتسم ساخرا، وفق تعبيرهم.
“الشعارات” ضد “العميد” الصالحي ستتواصل، رغم محاولة أحد “المشجعين” الدفاع عنه، بدعوى عدم سب اللاعبين وانتقادهم، قبل أن تثور في وجهه الجماهير وتبعده، و”شركائه”، عن المدرجات، بعد أن فضح البعض “تواطؤهم” وتلقيهم “مقابل” لتشجيع الفريق، وفق شهود على عملية “الطرد”.
وظلت الأجواء مشحونة في المدرجات ووسط الملعب، بعد أن تمكن الفريق الضيف من القيام ببعض الفرص، أمام “التخبط” الذي أبان عنه “المحليون”، قبل أن تنفجر المدرجات فرحا بتسجيل هدف التقدم لصالح وداد صفرو. وهي النتيجة التي انتهى بها الشوط الأول من المباراة.
“حركة غير أخلاقية” جديدة؟
مع بداية الشوط الثاني، سيتكرر نفس المطلب من طرف الجمهور، بإبعاد “اللاعب” الصالحي وتعويضه بلاعب آخر، قادر على تقديم الإضافة للفريق. الصالحي سيقوم بحركة، حسب تسجيل نتوفر على نسخة منه (الصورة)، اعتبرها الجمهور “غير أخلاقية” وموجهة إليه، لتنطلق الاحتجاجات والصراخ في وجهه وفي وجه المدرب شمس الدين الشطيبي.
ورغم محاولات عناصر الأمن، تهدئة غضب الجماهير، فقد تواصلت “الشعارات” ضد “العميد” والمدرب، قبل أن يعلن الحكم عن ضربة جزاء لصالح نادي أمل العروي، وتحديدا في الدقيقة 28 من عمر الشوط الثاني، لينقلب اللقاء رأسا على عقب وتتخذ الأحداث منحى مأساويا.
شرعية ضربة الجزاء؟
“ضربة الجزاء التي أعلن عنها الحكم صحيحة”، يؤكد أحد الأطر التقنية، الذي كان حاضرا بالملعب البلدي بصفرو، لجريدة “الديار”. وزاد المتحدث نفسه، في توضيحه أن لاعب وداد صفرو كان واقفا ويديه ممدة إلى جانبه قبل أن يسدد لاعب الفريق الخصم الكرة في اتجاهه، كانت متوجهة مباشرة إلى صدره، ليقوم اللاعب برفع يديه، لحماية جسمه، ويتحول اتجاه الكرة بعد اارتطامها بمرفقه، ربما، لا إراديا.
وأضاف المتحدث نفسه، في السياق ذاته: “لنفرض جدلا أن ضربة الجزاء المعلن عنها غير شرعية، وهو الأمر الذي يحدث في أرقى البطولات العالمية، هل هذا يعطي الحق للاعبين للاحتجاج بطريقة “زنقوية”؟”، مشيرا إلى “الإشاعات” التي تتحدث عن صفع لاعب من فريق وداد صفرو، لم يحدده، للحكم، وسط الفوضى، بعد توجيهه البطاقة الحمراء لـ”العميد” الصالحي، إثر “احتجاجه” على ضربة الجزاء.
من “الكرة” إلى “المصارعة”
تجمهر اللاعبين حول الحكم في نقطة الجزاء، خلق مناوشات بين لاعبي الفريقين، قبل أن يتابع الجميع انسحاب لاعب من فريق نادي أمل العروي من “المجمع”، متراجعا إلى وسط الملعب وهو يحمل يديه إلى الأعلى، في إشارة منه إلى عدم رغبته في الصراع، وهو يحتمي خلف زملائه، لينطلق مجموعة من لاعبي وداد صفرو في اتجاهه يتقدمهم لاعبان من الاحتياط، في هجوم عنيف، لم يجد أمامه لاعب العروي بدا من إطلاق ساقيه للريح. قبل أن يتدخل المدرب الشطيبي لحمايته، بينما أصر بعض اللاعبين “المحليين” على الدخول في “عراكات” مع لاعبين من الفريق الضيف.
ورغم محاولات التهدئة، قام لاعب من احتياط وداد صفرو، والذي كان قد تقدم الشرارة الأولى للهجوم والعنف، بـ”مراوغة” كل من حاول إيقافه، ليتوجه صوب أحد لاعبي “أمل العروي” وينطحه ليسقط الأخير مغميا عليه وسط أرضية الملعب، قبل أن يتم توجيهه إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي بصفرو.
ولمزيد من “التأجيج”، قام لاعب “رسمي” من وداد صفرو، كذلك، بالقفز على لاعب “احتياطي” لأمل العروي، موجها ركلة إلى كتفه، أسقطته أرضا، قبل أن يهرب في اتجاه حكم المباراة، ليتورط لاعبو الفريقين في تبادل الضرب، وسط الميدان، لتتدخل قوات الأمن لتفريق اللاعبين، أمام أنظار الجماهير التي عبرت عن رفضها واستنكارها لما يحدث على رقعة الملعب.
“بزاف على البسالة، شوهو بصفرو وبالوداد!”، بهذه العبارة عبر أحد الحاضرين عن اسفه، وكذلك عن خجله، من الأحداث التي عرفها الملعب البلدي، قبل أن ينتفض في وجهه أحد المشجعين الأوفياء للفريق منذ سنوات، ويصرخ في وجهه: “سمحلي أالشريف، هادو اساؤوا للفريق ويمثلون انفسهم فقط، أما الجمهور فيرفض هذه التصرفات جملة وتفصيلا”.
“بلطجة” بعض لاعبي وداد صفرو وبعض الأطر المحسوبة عليه، شملت أيضا بعض المصورين ومراسل جريدة “أصوات”، حيث حاولوا “سلبه” هاتفه النقال، ومنعه من تصوير “فضيحتهم”، قبل أن يتعرض إلى اعتداء بعد نهاية المباراة.
17 دقيقة بـ7 لاعبين
مباشرة بعد تهدئة الأوضاع، داخل رقعة الملعب، وتدخل الأمن بشكل قوي وفعال لتفرقة اللاعبين وفض “الحرب” بينهم، قرر الحكم الرئيسي، أمام الأحداث المؤسفة وعدم خروج “العميد” الصالحي رغم طرده، عدم إتمام المباراة، قبل أن يتدخل شمس الدين الشطيبي ومساعده الشيحاني لثنيه عن قراره، وإتمام المباراة. وهو القرار الذي دعمه أحد حكام الشرط الذي توجه إلى الحكم الرئيسي قائلا: “بقات ليهم 17 دقيقة، نلعبوها”. وسحب الصالحي شارة العمادة وسلمها لمدربه، مخبرا، في نفس الوقت، الحكم باستعداده الخروج من رقعة الملعب.
مباشرة بعد ذلك، سيقوم الحكم، وبعد نقاش مع مساعديه ومندوب المباراة، بطرد لاعبين “احتياطيين” من فريق أمل العروي، و3 لاعبين من فريق الوداد الصفريوي، الذي أكمل المباراة بـ7 لاعبين فقط.
وتلقى فريق وداد صفرو هدفيين إضافيين، مباشرة بعد إتمام المباراة وتسجيل أمل العروي لضربة الجزاء، لتنتهي المباراة بـ3 أهداف مقابل هدف واحد لصالح الفريق الضيف على حساب وداد صفرو، الذي تعقدت وضعيته في أسفل الترتيب، (انتهت) على وقع تشجيع الجمهور الصفريوي لفريق أمل العروي، ورفع الشعارات ضد لاعبي فريق الوداد.
اللاعب “الممثل”
أمام سقوط لاعب من أمل العروي مغمى عليه، على أرضية الملعب، نصح أحدهم مسؤولي فريق وداد صفرو بتمثيل الإصابة أيضا، حيث سقط أحد اللاعبين المتورطين في “العنف” على أرضية الملعب، وقام ممرض الفريق بتضميد رأسه، مع وضع كمية من “الدوا الحمر”. هذا اللاعب سيتعرض للطرد من طرف الحكم، ليتوجه إلى مستودع الملابس للاستحمام، قبل أن يعود بدون “ضمادة” وبدون “دوا حمر”، متوجها إلى دكة الاحتياط رغم “طرده” من المباراة، ليتبادل الضحكات مع زملائه، كأن شيئا لم يقع!.