“ديفاكتو” والاستثمار في تازة.. جرس الإنذار
إذا سألوك عن الاستثمار في مدينة تازة فأخبرهم أن شركة “ديفاكتو” التركية التي تمتلك عشرات المتاجر في المغرب ومئات الفروع في العالم قد جمعت “شطايطها” و”قلعت” من تازة.
ودون الدخول في متاهات الأسباب الثانوية لرحيل الشركة والمتعلقة بالزيادات المتتالية في سومة الكراء والحديث عن بعض الاستفزازات، فإن الأسباب المباشرة للمغادرة هو قلة الرواج وضعف الثقافة الاستهلاكية عند معظم الأسر “المهلوكة” في تازة، وانتشار عشوائية التسويق عبر أزقة وسط المدينة وفوضى المنافسة بين أصحاب “الريكلام”، وانتشار الانطباعات السلبية حول هذا النوع من المتاجر.
والخطير من هذه الاسباب هو موت الانشطة الاقتصادية والصناعية والتجارية بمدينة تازة عموما والذي ساهم في قلة المدخول، خصوصا بعد فشل برامج التنمية المحلية وتبخر الدعم المقدم من طرف التنمية البشرية وسوء إدارة البرامج الحكومية لدعم المقاولات المتوسطة والصغرى، حيث التف وتربص حول كل هذا السياسيون من كل جانب وحولوه إلى ريع تافه للأقارب والمناصرين.. ولنا في احصائيات الحي الصناعي “المهلوك” خير الامثلة.
تظل الشركة رغم بساطتها العالمية، ماركة محترمة تشغل عددا من المستخدمين من تازة، ومغادرتها لمدينتنا تعد ضربا في سمعتنا الاستثمارية، حيث من المستبعد أن تتجرأ ماركة محلية او عالمية مستقبلا ان تفتتح فرعا لها في تازة، ولا اعتقد ان أحدا من المسؤولين عن الاستثمار في المدينة والإقليم قد جالس مسؤولي الشركة لسماع مشاكلهم وما يعيق مواصلتهم للنشاط التجاري بها، اما مسؤولي المركز للجهوي للاستثمار فلا مشكلة لهم ما دام ان متاجر الشركة لا زالت تشتغل بامتياز في فاس ومكناس.
في الختام، إن كان هذا ما لحق بشركة عالمية في تازة، فما بالكم بمشاكل وهموم أبسط المتاجر والتجار.
تعبر المقالات المنشورة في “منتدى الديار” عن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة