عرض مواد “مغشوشة” بالمعرض الدولي للفلاحة بمكناس؟.. تحاليل مخبرية على عسل تكشف المستور
قنبلة مدوية، فجرتها نتائج تحاليل مخبرية لمختبرين دوليين بفرنسا وألمانيا، أجريت على عينات من عسل عرض بالمعرض الدولي للفلاحة بمكناس خلال السنة الماضية، وتحمل عبواته علامة ورقم الترخيص على المستوى الصحي من المكتب الوطني للسلامة الصحية، تبين أنه مغشوش.
جريدة “العمق” أوضحت أن هذه التحاليل المخبرية التي أشرفت عليها النقابة الوطنية لمحترفي تربية النحل بالمغرب، بالتعاون مع الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، سلكت فيها المسطرة القانونية بمحضر المفوض القضائي، الذي احتفظ بعبوة من كل نوع كمرجع (témoin) عن العينات.
وكشفت نتائج التحاليل المخبرية، التي أجراها مختبر (Naturalim, Laboratoire d’expertises des Miels) بفرنسا، ومختبر (“QSI” Quality Services International GmbH) بألمانيا، أن العسل المشكوك فيه، الذي أثار غضب عدد من المنتجين بمعرض الفلاحة السنة الماضية، مغشوش، يتابع المصدر.
المصدر ذاته أفاد بأن النقابة أطلعت كلا من رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، والمندوب العام للملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، والمدير العام لوكالة التنمية الفلاحية، ورئيس الفيدرالية البيمهنية لتربية النحل، على نتائج التحاليل في رسالة وجهتها لهم، اطلعت عليها جريدة “العمق”، قبل أن توضح الأخيرة أن النقابة زودت المختبر الفرنسي “Naturalim” بست عينات من أربعة أنواع من العسل؛ عينتان من “عسل الدغموس” وعينتان من “عسل الزعتر”، وعينتان من “عسل الأوكالبتوس”.
وقالت الجريدة نقلا عن الهيئة ذاتها: “تعمدنا إرسال عينة واحدة ضمن 2 عينات من عسل الدغموس، تعود لأحد النحالين المعروف بجودة عسله”، فتبين أن خمس عينات من أصل ستة غير مطابقة “inexactes”، أي “لا علاقة لها إطلاقا بنوع العسل المكتوب بالملصق على العبوة”، قبل أن تتابع: “في حين تبين أن عينة واحدة لعسل الدغموس التي تعمدنا إرسالها ضمن العينات كانت نتيجة تحاليلها (Euphorbe Maroc, échantillon 32201674, nº Externe: n°1) exacte) مطابقة تماما”،
ولمعرفة نوعية الغش الذي طال هذا “العسل”، يضيف المصدر نفسه، قالت النقابة إنها اعتمدت آلية التعارض العلمي ” mécanisme d’opposition scientifique”، وذلك باللجوء إلى مختبر “QSI” بألمانيا، فأرسلت له عينات من ثلاثة أنواع من العسل؛ عينتان من “عسل” الزعتر، وعينتان من “عسل” الأوكالبتوس، وعينة واحدة من عسل الدغموس الحقيقي الذي تعمدنا مرة أخرى إرساله لهذا المختبر، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من إرسال عينة أخرى من “عسل” الدغموس المشكوك فيه للمختبر لعدم وجود ما يكفي لديها منه لاكتمال الكمية المطلوبة في عينة الفحص، والتي يجب أن تكون مطابقة للتي يحتفظ بها المفوض القضائي.
الجريدة ذكرت أيضا أن التحاليل المخبرية للمختبر الألماني “QSI”، أثبتت أن 4 عينات من أصل 5 مغشوشة بعبارة “not authentic”؛ بمعنى أن هذا العسل ليس أصيلا، أي تم تصنيعه بطريقة لا تكشفها المختبرات العادية. كما أثبتت التحاليل أن عينة عسل الدغموس الحقيقي التي تعمدت الهيئة إرسالها مرة أخرى مع هذه العينات من العسل الأصيل وتتوافق قيمه المحددة أثناء التحليل الذي تم إجراؤه مع معايير “QSI” الخاصة بالعسل الأصيل، ولا يدل على احتوائه على أي إضافة للسكريات الأجنبية، ويتوافق كذلك مع اللوائح القانونية (توجيه الاتحاد الأوروبي للعسل 2001/ 110/EC، الملحق 2 الجزء 1).
وخلصت مراسلة النقابة، يورد المصدر، إلى أن حصول المقاولات أو المؤسسات التي تشتغل في مجال تربية النحل وإنتاج العسل على ترخيص على المستوى الصحي للوحدات أو البنايات التي يتم فيها التوضيب والتعبئة لن يحول دون الغش في العسل، “بل إننا لاحظنا أن هذه الشهادات أصبحت تستغل في الترويج للعسل المغشوش، وتسويقه سواء في الأروقة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة”.