نبيل الريفي يكتب: تازة بين إرث حضاري وواقع مأساوي
”إن تازة لا تعد فقط إسما لمدينة بل علما على رباط تحطمت على أبوابه سائر المناورات، علما لمركز علم قوي ساهم في صنع رجال الفكر، رمزا لمدرسة صنعت الديبلوماسيين والسياسيين علما لتاريخ حافل بالمواقف الشريفة التي اتخذتها في سبيل الحفاظ على وحدة المغرب ليس فقط وحدة ترابه الذي نمشي عليه ولكن وحدة ترابه الروحي المتجلي في وحدة المذهب والعقيدة”
كانت هذه الفقرة من مقال لأحد أكبر مؤرخي المملكة المغربية على مر التاريخ و هو الدكتور عبد الهادي التازي، الذي يعي جيدا وظيفة حصن تازة تاريخيا وما أنجبه هذا الموقع من هامات فكرية لعبت دورا رياديا في معظم أحداث المغرب القديم و الحديث .
لن نكون قد وزعنا الإتهامات شعبويا إن قلنا أن أغلب مناصب المسؤولية حاليا في تازة المدينة و الإقليم تقمصها “إنتهازيون وصوليون”، بل سنكون أكثر إنصافا إن قلنا أنها أصبحت مرتعا للفساد بامتياز بسبب فراغ مقلق خلفته هجرة الطبقة المثقفة أو صمتها المتواطئ اتجاه ما يحدث في دواليب مراكز صنع القرار، بل من هؤلاء من المثقفين من اختزل رسالة الثقافة في البحث عن الدعم.
لن يقنعنا كائن عقاري سياسي أو كائن آخر “مصلحجي” سياسي يحوم حوله، أن أحدهما يحب المدينة و يسعى لخدمة الصالح العام، فممارسة السياسة في المدينة مع الأسف التصقت منذ 3 عقود بمصالح شخصية مقاولاتية تافهة، انقض فيها هؤلاء، أولا على ريع الانشطة الصناعية، ثم هندسوا بلهفة بعدها لامتداد عشوائي للعقار زحف على جمالية بستان تازة التاريخي، ومعظم هؤلاء لا يرضى بأن يسكن أو يدرس أو يمرض أبناؤه في هذه المدينة أصلا..
تعبر المقالات المنشورة في “منتدى الديار” عن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة