رغم “تطمينات” العمدة البقالي.. الساكنة تشبه شوارع فاس “الغارقة في الأزبال” بأحياء “بومباي” الهامشية

مباشرة بعد حديث عبد السلام البقالي، رئيس المجلس الجماعي لفاس، عن ملف النظافة والتأخير الذي تعرفه صفقة التدبير المفوض، استنكر فاسيون ما باتت تعيشه مدينتهم من ما وصفوه بتردي خدمات النظافة خلال أشهر الصيف وإلى اليوم.

وكانت المعارضة قد حملت العمدة البقالي مسؤولية التأخير عن الإعلان الشركة الفائزة بصفقة النظافة، في الوقت الذي انتهت مدة العقد مع شركة أوزون يوم الثلاثاء 10 شتنبر الماضي، في الوقت الذي أكد فيه رئيس الجماعة أن كمية كبيرة من الأزبال، حددها في مئات الأطنان، يتم جمعها بينما لا تتجاوز الكمية التي تظل في الشوارع طنا أو طنين على أقصى تقدير، وفق تعبيره.

متضررون أكدوا عكس ما جاء به العمدة في شكايات توصلت بها جريدة “الديار”مقدمة حي الزهور كنموذج على ما تعيشه باقي احياء المدينة.

ولتقريب الصورة أكثر، أوردت أن “مطارح النفايات تعرف وضعا كارثيا في غياب حاويات كبيرة الحجم، إذ نجد أوعية صغيرة وتحيط بها أكوام من الأزبال ومخلفات الاستعمالات المنزلية اليومية، مع روائح نتنة تفوح منها وتتسبب في أمراض تنفسية وجلدية خطيرة، ناهيك عن ظاهرة الأدخنة التي تمسي وتصبح عليها المدينة، إذ يتم اللجوء إلى إحراق تلك النفايات في أمكنتها، في مشهد يجعلك تحس بأنك في أحياء بومباي الهامشية، وليس في العاصمة العلمية للمملكة”.

“والذي يزيد الطين بلة، تتابع المصادر، هو وجود أغلب هذه المطارح إما أمام المؤسسات التعليمية التي يرتادها أطفالهم يوميا، مثل إعدادية الزهور، والثانوية التقنية، أو أمام بعض المرافق الضرورية، مثل جنبات مسجد سعد بن أبي وقاص، وعلى امتداد الشارع الحضري”.

وبالنسبة لها فهذه الوضعية “المخزية” جذبت مزيدا من الكلاب الضالة التي تعتاش على المخلفات وبقايا الأطعمة الملقاة في المطارح، وهو ما يشكل خطرا آخر على الساكنة.

وفي ختام رسالتها التي وجهتها إلى جريدة “الديار”، أفاد المصادر نفسها أن “هذا الوضع المخزي، ومعه ضعف الإنارة العمومية واهتراء البنية التحتية للأحياء، يسائل المجلس المنتخب لبلدية سايس خصوصا، ومجلس المدينة عموما، ويضع أكثر من علامة استفهام حول أثر تدبيرهما على أرضية الواقع، ومدى حكامة التسيير وانعكاسه على فضاء المدينة وجمالية الأحياء، في ضوء تحديات قدرة المدينة على الوفاء بتعهدات تنظيمها لكأس إفريقيا والعالم”، وفق تعبيرها.