نهاية رجل “طماع”؟.. أو هكذا “أجهز” منضور على “مستقبله السياسي”

يعيش إقليم صفرو، مؤخرا، على وقع “حركية” غريبة، على المستوى السياسي، تضرب في العمق الدعوة الملكية إلى تخليق الحياة السياسية وترسيخ البعد الأخلاقي في العمل السياسي وضرورة الابتعاد به عن التنافس العقيم.

أحداث كثيرة ووقائع مؤسفة، يعرفها الإقليم، تفضح زيف شعارات الأحزاب السياسية، وتعري عن “لهطة” محترفي الانتخابات، وتكشف عن مستوى “خريجي 8 شتنبر 2021″، وآخرها “حرب اليوتيوب” المندلعة بين “المعارضة” و”الأغلبية” بمجلس جماعة صفرو، والتي يمكن تصنيفها في سياق حسابات “الشركاء” في المال والأعمال، وخصامات “الصحاب”.

“نشر للغسيل القذر”، سيعرف نهاية قد تكون “حزينة”، لا محالة، بسبب فداحة الاتهامات المتبادلة وخطورة الاعترافات، بينما ساكنة صفرو، المفروض أن يتم التفكير في مصلحتها أولا، تتابع، بحنق شديد، مسلسل “نار الحقد الشخصي” بين الأطراف “المتناحرة”، والتي تأججت بشكل مهول بعد “الإقالات”، غير مستوعبة دواعي كل هذا “الخواء”.

وهذا ما ذهب إليه صاحب برنامج “محقق الشعب”، في حلقة “الرد” زعماكينا!، والذي أكد في أكثر من مرة، على أن الخاسر الأكبر من حكايات “الضرب والجرح” و”النيابة العامة والحبس” هو “حديقة المغرب” وساكنتها. وبمعنى آخر: “احنا استفدنا إيه!؟”، على قول النكتة إياها.

في تعليق على “المهازل التي تعرفها “دار القايد عمر” منذ الانتخابات الأخيرة، كنت قد اقترحت، مازحا، إنشاء “ملحقة” داخل مقر البلدية تضم ممثلا عن النيابة العامة وآخر عن الشرطة القضائية، لتتبع الكم الهائل من الشكايات، والوشايات المضادة، بين الأعضاء.. لكن، يبدو أن الفكرة التي كانت مجرد “طنز” و”تقشاب” وجب تفعيلها.

أغلق قوس هذه “الروينة” غير المسبوقة، والبعيدة كل البعد عن “السياسة”، مع وعد بالتطرق إلى كواليسها، بعد نهاية التحقيقات في أكثر من شكاية بين طرفي “الحرب الوجودية”. وأعرج على تفاصيل “تخربيق” من نوع آخر، أبطاله “سماسرة انتخابات” و”ضحيتهم” الجديدة، يوسف منضور، “مشروع” برلماني حزب التجمع الوطني للأحرار، والرئيس “غير الشرعي” لنادي وداد صفرو لكرة القدم.

لن أتحدث في هذه الزاوية، عن طريقة استيلائه على “الواص”، وفضائح الموسم الماضي و”الكولسة” و”تضليل” جمهور النادي، لأنها صارت على كل لسان، ولا حتى عن “أكباش العيد” المخصصة لمن يهمه “التقرب” منهم بدل المحتاجين، لكني سأركز على أهم الأحداث المفصلية، والتي ساهمت، بشكل او بآخر في “إنهاء” مشواره السياسي قبل أن “ينطلق”، حسب بعض من تحدثوا مع كاتب هذه السطور، ووفق ما راج في “صالونات الرباط”، تعليقا على “صدمة” التعيين “الوهمي” واستعمال صورة الرجل الثاني في هرم الدولة لترويج خبر “زائف”، و”كارثة” فيديو لاعب دولي سابق.

قبل أزيد من سنة تقريبا، ظهر منضور في صفرو مقدما نفسه كمنقذ لشباب المدينة من البطالة وكداعم للرياضة، لأنه “صفريوي”، ابن ستي مسعودة، وبهدف سياسي، حدده في الترشح للبرلمان باسم الاستقلال، الحزب الذي تنتمي إليه “زوجته” (في انتظار إتمام إجراءات طلاقها منه) رفيعة المنصوري، البرلمانية السابقة ونائبة رئيس مجلس جهة الشمال، وهو (الترشح) حق مشروع بطبيعة الحال.

انطلقت تحركات “الاستقلالي” في السياسة، والتي بلغت حتى إقليم بولمان، وعُقدت عشرات الاجتماعات، يتخللها إقحام “جهات عليا” بدون مناسبة في الحديث، مع توزيع الوعود والمناصب، قبل أن يصير حزب “الميزان”، فجأة، “ما حزب ما والو!” أياما قليلة على “ركوعه للسلام” على الرجل القوي في الحزب، حمدي ولد الرشيد، في حفل زفاف نجلة النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، في العيون.

منضور يسلم على حمدي ولد الرشيد في العيون

لماذا “طرُد” من حزب علال الفاسي؟ ولماذا صار نزار بركة لا يطيق سماع اسمه؟.. تلك تفاصيل مرتبطة بملف “زوجته” والاعتداء الشنيع الذي تعرضت له كامرأة من طرف زميلها في الحزب، ولها علاقة أيضا بتفوهه، ربما، بعبارات اعتبرتها قيادة الحزب مسيئة.

بعد “الاستقلال الموسخ”، وفق تعبيره، سيختار منضور حزب التجمع الوطني للأحرار، أو “الشركة”، كما يحلو له وصفه، بعد أن سيطر عليه كبير “شناقة” الانتخابات في إقليم صفرو، وشريكه في التسمسير (سأتحدث عنهما لاحقا في هذا العمود)، علما أنهما سبق أن وعداه بالتخلي عن “الحمامة” والالتحاق بـ”الميزان”، و”منحه” مقعدا في البرلمان بـ”مقابل” مادي، حتى لو دعت الضرورة إلى “الرحيل” إلى حزب “السبولة”.

وهنا ينطلق “الخوار” في السياسة، ذلك أن “استقطاب” منضور من طرف “تجار الانتخابات”، جاء على حساب من كان يصرف على اجتماعاتهم و”عشاءاتهم” وأشياء أخرى، لتظهر صراعات تافهة، شهدت قيادات الحزب بمدينة فاس ومناضلي الشبيبة في الجهة إحدى فصولها في أول نشاط يحضره، عندما استفز مستشارا من المجلس الجماعي لصفرو، لـ”يمرمده” الأخير أمام الحاضرين، قبل أن يهرب إلى سيارته، أمام ذهول الجميع.

“الوافد الجديد” على السياسة، والذي صار “لعبة” في يد “المخلوضين”، بعد أن “سحروه” بأكاذيبهم، صار يتحرك بدون صفة في الإقليم، معددا اللقاءات و”التكوليس”، ليس لخدمة الإقليم وأبنائه، بل لخلق “الفتنة” في الجماعات التي يرأسها الحزب المفروض أنه سيترشح باسمه، لماذا؟.. الله و”الشناقة” أعلم.

ليس هذا فقط.. “السياسي المبتدئ” لم يكتف بمحاولة خلق الفتنة بالجماعات المحسوبة على “هيئته السياسية” فقط، بل انطلق في “تهديد” رؤساء بعض الجماعات ومستشاريها من أحزاب أخرى، ووضعهم أمام خيارين لا ثالث لهما: الالتحاق به أو خلق “البلوكاج”. والأمثلة عن هذه السلوكيات متعددة.

هذا دون الحديث عن توزيعه للمناصب والأدوار في الانتخابات المقبلة، حيث “عَيّن” أكثر من امرأة على رأس المجلس الجماعي لصفرو في الولاية المقبلة، بل صار يعد كل من يلتقيه في مقاهي المدينة برئاسة جماعة صفرو، مع تقديمه وعودا بالتكفل بجميع المصاريف حتى لو بلغت 200 مليون..

في السياق.. وعد أحد القياديين في الحركة برئاسة مجلس جماعة صفرو بالإضافة إلى رئاسة فريق وداد صفرو لكرة القدم، في “برومو” جديد من “عروض 2 في 1”! ناهيك عن “مقاعد” مجلس المستشارين والمجلس الإقليمي ومجلس الجهة، التي انطلق في توزيعها بـ”الفم”.

حتى هياكل الحزب الموازية بالإقليم لم تسلم من “عنتريات” منضور، بإصراره على إجراء تغييرات فيها، حيث هدد في أكثر من مرة بتنحية رئيسة المنظمة الإقليمية للشبيبة. أما عن الأسباب، فكان يلخصها في عدم قيامها بواجباتها، بدون أي دليل، وبطبيعة الحال لا يملك الحق في ذلك، قبل أن تعمل هي مؤخرا على إضافته في “مجموعات” على تطبيق “التراسل الفوري”، لا علاقة له بها. وتلك قصة أخرى من حكايات توريطه لبعض شباب الحزب “النقي” في “تخرميز” أساء إليهم قبل غيرهم.

كل هذا يحصل، ربما، دون تدخل من المنسق الإقليمي لـ”الحمامة” لوضع حد لـ”الفوضى”، ولردع محاولة تحكم “تجار الانتخابات” في اللعبة السياسية بالإقليم، بل اقترف المسؤول “زلة” بنشره صورة مع “مشروع” البرلماني مرفوقة بتعليق أثار جدلا واسعا، وصفه فيه بـ”قائد السفينة”، اعتذر عنها لاحقا بعد أن “انقلب” عليه، “طمعا” في منصبه رغم كونه “ولد خالتو!”.

وبالحديث عن “الطمع”، وحتى أُجنب “أصحاب الحسنات” تكبد عناء الدعوة لمقاضاتي و”الديار” بسبب عنوان هذا المقال، على أمل تحقيق “الحلم” بإخراس صوتنا، أحيل “المؤجرة عقولهم” على تعريف “الطمع” في معجم “المعاني”، وهو: “الرغبة في الحصول على الشيء، للاستحواذ عليه، واشتهاؤه”. وعبارة “الطماع” تعني “الكثير الطمع”. وبالتالي “غير تهدنوا، أعزائي!”.

بالموازاة مع تحركات “داعم” الرياضة والشباب “شفويا” في الإقليم، والتي يمكن وصفها بأي وصف عدا السياسة، ستنفجر في وجهه فضائح مثيرة ضربت مصداقيته في مقتل، وتحديدا تلك المعروفة في الإقليم بـ”وعد فوفى!”، حيث تراجع عن اتفاقه الموثق في عقد مع نادي كرة اليد بصفرو، “غا تا رشقات ليه وصافي!”. كما تخلى عن عدد كبير من “الالتزامات” بدون سابق إنذار.

أكثر من هذا، حتى قدرته على “حل المشاكل” و”تقديم المساعدة” لمن يقصده، بناء على ما يدعيه من نفوذ ومعارف، أصبحت مادة للسخرية في الإقليم، ذلك أن كل من يخبر معارفه أن منضور “سيقضي له غرض ما”، يتم الرد عليه بـ”واش قاليك صيفطلي أوديو باش نتفكر؟”..

وهي حكاية تكررت مع أكثر من شخص، لا زالوا أحياء طبعا، مع تسجيل أن آخر الساقطين في هذا “الفخ”، ربما، من جماعة البهاليل. “ويا ليته كيقضي بعدا.. واخا الشوهة!”، يقول أحد “المستغفلين” الأوائل.

لنعد إلى “فعايل” منضور “العجيبة” في السياسة دائما، والتي تسائل في المقام الأول مسؤولي حزب التجمع الوطني للأحرار إقليميا وجهويا ووطنيا، الذي يروج “ماليه” على أنه حزب “أغراس أغراس”، (لنرجع) وتحديدا إلى كارثة “الشيخات” واستغلال عيد وطني يحتفل به جميع المغاربة في حملة انتخابية سابقة لأوانها، حيث قام “الطارئ على الثروة”، بتشتيت الأموال، في مشهد مقزز، على “الشيخات” أمام أنظار ساكنة أفقر جماعة، والتي يمكن اعتبارها خارج التنمية وخارج التاريخ والجغرافيا أيضا، وفي ظل أزمة الغلاء والجفاف.

والمثير أن كل هذا حدث أمام عدد لا يستهان به من السياسيين والمسؤولين الذين ظلوا يتابعون “التخربيق” دون أن يبادر أحد لوقف “المنكر” الذي يحدث أمام الجميع بتواطؤ مفضوح من رئيس الجماعة، الذي، ربما، من فرط تركيزه مع “الأموال.. المشتتة” ألغى سنوات من حكم الملك محمد السادس، في كلمته الافتتاحية للنشاط.

“عندو فلوس الشيخات وحنا مجرجرنا فالمحاكم”، “عطي غير للناس مساكن لي ضربو تمارة عاد شوف الشيخات…”، تعليقات، من بين أخرى جد صادمة، على تسجيل “النقود المرمية”، من طرف “موظفين” في شركات منضور أماطت اللثام، بعد تتبع “الديار” لخيوطها وتجميع شهادات مؤثرة لعدد من “المطرودين” و”المستقيلين إجباريا”، بعد الـ”All Hands Meeting” (أو الاجتماع “المشؤوم”)، بالإضافة إلى وثائق وتسجيلات، حيث ستنشر الجريدة تقريرا حول ما يمكن وصفه بـ”مذبحة” انسانية واجتماعية في حق شباب في عمر الزهور (شاهد التسجيل أسفله لاحتجاج الموظفين في وقت متأخر من إحدى ليالي أبريل الماضي).

ويتمثل الأهم، بالنسبة لي، في كون تلك التعليقات فضحت زيف شعارات دعم الشباب، واستغلال خطب ملكنا جميعا كمغاربة، للضحك على الذقون ونشر “التضليل” على “المواقع”، بينما “الواقع” مؤلم وحالك السواد، لدرجة “معقْلش” حتى على من شغّلهم من مدينة صفرو في إطار “صفقات” معينة.

تدوينة عن الشباب يستشهد فيها بخطاب الملك محمد السادس

#حدث_بالفعل1

في واقعة مثيرة، علمت جريدة “الديار” أن منضور حاول بشتى الطرق والوسائل الحضور لمراسيم “حفل الولاء”، بمناسبة الاحتفالات بذكرى عيد العرش الأخيرة.

إصراره، وفق ما بلغ الجريدة من أكثر من مصدر عليم، بلغ حد تعبيره عن استعداده لتأدية أي “مقابل مادي” لمن يستطيع تمكينه من المشاركة في حفل الولاء.

لماذا هذا الإصرار على “شراء” الحضور لهذه المناسبة؟.. لا جواب!..

(يتبع)