السياسة على إيقاع “الشيخات” بصفرو.. كواليس فصل جديد من “الصراع” حول “المنسق” بحزب أخنوش

للمرة الثانية، وفي أقل من شهرين، “يُعيَّن” يوسف منضور، “الرئيس غير الشرعي” لنادي وداد صفرو لكرة القدم، منسقا إقليميا لحزب التجمع الوطني للأحرار بإقليم صفرو، (يعين) “قولا” وليس “فعلا”، كما ينص على ذلك النظام الأساسي لحزب “الحمامة”.

وكان يوسف منضور قد “عين” نفسه” منسقا إقليميا لحزب عزيز أخنوش، بتاريخ 26 غشت الماضي، مستغلا صورة له في ممرات البرلمان مع رئيس الحكومة، قبل أن يتضح أن “الخبر” غير صحيح وزائف، إثر نفي محمد شوكي، عضو المكتب السياسي والمنسق الجهوي، لـ”الشائعة”، شارحا، في تصريح لجريدة “الديار” مسطرة تعيين المنسقين.

وحسب القانون الأساسي لحزب “التجمع”، فإن تعيين منسق إقليمي يتم عبر مسطرة واضحة تنطلق مع “شغور” المنصب وإعلان الحزب عن فتح باب الترشيحات أمام المناضلين. ويتعين على الراغبين في الترشح لشغل هذه المهمة، تقديم طلب ترشحهم مستوفيا للشروط المنصوص عليها في النظام الأساسي، لدى المديرية المركزية للحزب بالرباط خلال مدة محددة.

وتؤكد المادة 22 من نظام “الحمامة”: “يعين رئيس التجمع الوطني للأحرار بعد استشارة المكتب السياسي”.

لكن، ما حقيقة الجدل حول تعيين محمد شوكي، المنسق الجهوي لـ”التجمع” بجهة فاس مكناس ليوسف منضور منسقا إقليميا ليلة أمس الأحد؟ وما هي كواليس “الحرب الطاحنة”، التي يقودها “سماسرة الانتخابات” حول هذا المنصب بإقليم صفرو؟

مصادر متطابقة، رفضت الكشف عن هويتها، وفي ردها على استفسارات جريدة “الديار”، والمرتبطة أساسا بـ”هل أصبح منصب المنسق الإقليمي بإقليم صفرو شاغرا؟” و”متى تم الإعلان عن فتح باب الترشيحات لشغل المنصب؟” و”كيف يعين المنسق الجهوي شخصا على “إيقاع الشيخات” في منصب بدلا عن رئيس الحزب؟”، (المصادر) اختارت العودة قليلا إلى الوراء لوضع الأحداث في سياقها الحقيقي.

وقالت مصادرنا المطلعة إنه مباشرة بعد ظهور يوسف منضور في الساحة كـ”استقلالي” عرض “الشناقة” خدماتهم عليه لإيصاله إلى البرلمان بمقابل، قبل أن يعملوا على “استقطابه” إلى حزب الأحرار، معرضين بعض قياديي الحزب للابتزاز في رسالة واضحة مفادها أنه إذا لم يتم منح تزكية البرلمان لـ”الوافد الجديد” فسيرحلون جميعا إلى حزب الحركة الشعبية.

“بعد أن حصلوا على “الكلمة” وحصول منضور على صفة “مشروع برلماني” عن حزب “التجمع” في الانتخابات التشريعية المقبلة، “أعمى الطمع” تجار الانتخابات” في الإقليم”، تورد المصادر، مبرزة أنه حصل منهم على وعد بالحصول على منصب المنسق الإقليمي رغم أنه صار محسوبا على “الاحرار” لبضع أيام فقط ولا يتوفر ربما حتى على بطاقة الانخراط، في صفقة “زواج” ومصالح شخصية.

وأضافت المصادر نفسها أن منضور “تحمس” كثيرا للأمر، ما دفعه إلى الإعلان عن نفسه منسقا، ليخلف صدمة لدى مناضلي الحزب وقادته على المستوى المركزي، خصوصا بعد استغلاله لصورة الرئيس في توزيع “خبر زائف” يسيء إلى مؤسسات الحزب الأول في المغرب.

“الصدمة لم تقتصر على حزب الأحرار فقط” تتابع مصادرنا، بل تجاوزته إلى باقي الأحزاب، خصوصا الكبرى منها، التي لم تستسغ التصرف، الذي وصف بـ”الأرعن” في حينها.

وزادت أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تعداه إلى لجوء “الشناقة” إلى الضرب في “مصداقية” قيادة الحزب جهويا ومركزيا، عبر ترويج إشاعات مغرضة، كما تم اللجوء مرة ثانية إلى التهديد بمغادرة الحزب عند عودة “السياسي الجديد” من السعودية إذا لم يعين منسقا.

“مسلسل التهديد سيستمر مع حلول موعد الجامعة الصيفية لحزب الأحرار” تقول المصادر، حيث كشفت عن حديث الشناقة عن عودتهم من مدينة أكادير بقرار تعيين يوسف منضور “وإلا ..”، ليعودوا بـ”خفي حنين” مرة أخرى، وفق تعبيرها.

وشددت عل أن طيلة الفترة الماضية لم تتوقف “التهديدات”، بالإطاحة برؤساء جماعات من الأحرار او خلق “البلوكاج” في جماعاتهم، مما دفع أحدهم إلى “سب” كبير “الشناقة، بالإضافة إلى “التأكيدات” على حصول منضور على منصب المنسق، وأن المسألة محسومة بالنسبة لهم، معتمدين في نشرها، مرة أخرى، على تقديم “معطيات خطيرة” حول ذمة “البعض” ونزاهتهم، وهي الاتهامات التي اعتبرتها المصادر غير واقعية ومجرد “كلام مقاهي” بعد فشلهم في جمع توقيعات بعض رؤساء الجماعات المحترمين في الإقليم.

“قبل أيام قليلة، توصل بعض “السياسيين” بإقليم صفرو بدعوة لحضور “زردة” بمنطقة راس تابودة بإقليم صفرو، وأسباب نزولها هو رغبة “الشناقة” في مباركة زواج “عريس جديد”، بعد أن غابوا عن الحفل الرسمي لحفل زفافه لتزامنه مع حفل ثان خارج الإقليم”، تشرح مصادر جريدة “الديار”، حيث تم الاتفاق على إعداد 8 موائد لهذا الغرض.

وتابعت المصادر أن البرنامج تغير في آخر لحظة، بعد تراجع صاحب الدعوة عن تنظيم “العشاء” في منزله، ليتم اللجوء إلى حل ثان عبر تنظيم “السهرة” عند صاحب “الزفاف” الثاني مساء أمس الأحد، حيث شرع في الاتصال بـ”سياسيين” من هيئات مختلفة. و”كذلك بغير السياسيين مع التصريح لهم، حرفيا، بأن الأمر يتعلق فقط بـ”تعويض” عن عدم حضورهم لحفل الزفاف الذي نظم خارج الإقليم” تضيف مصادرنا.

وسجلت مصادر جريدة “الديار” أن “السهرة” التي تم تنظيمها على إيقاع “الشيخات”، حضرها “من كل لون طرف”، ومرت في أجواء بعيدة عن “السياسة” باستثناء اجتماع على الهامش بين المنسق الجهوي للحزب ومستشارين بجماعة سيدي خيار، حيث أبرزت أنه مباشرة بعد “العشاء” اضطر منظمو “الحفل” إلى إعادة “الضيوف” من سياراتهم بعد أن كانوا على وشك المغادرة.

وأوردت المصادر أنه بعد عودة الضيوف إلى أماكنهم سيلقي محمد شوكي، كلمة أكد خلالها على “رغبة مناضلين في منح منصب المنسق ليوسف منضور”، وأن “صوتهم بلغ قيادة الحزب”، معربا عن دعمه للفكرة قائلا” حتى أنا كنزكي منضور”، قبل أن يصرح بالحرف: “يوسف منضور “غادي يكون” منسق إقليمي”.

“تصريح شوكي، تقول مصادرنا، سيتم تأويله خطأ، عن قصد بالنسبة للبعض، وعن سوء فهم بالنسبة للبعض الآخر، حيث أعلن بعض الحاضرين، في حينه، عن تعيين شوكي لمنضور منسقا إقليميا”.

وزادت المصادر أن المثير في هذه القضية، هو أن من بين من روجوا هذه “الإشاعة” الجديدة أعضاء في حزب “الأحرار”، للأسف الشديد، ما يوضح عدم اطلاعهم على القانون الأساسي للهيئة التي ينتمون إليها، قبل أن يتدارك أغلبهم صباح اليوم الأمر بعد أن أعادوا الاستماع إلى كلمة عضو المكتب السياسي والتركيز على عبارة “غادي يكون”، دون أن يحدد موعدا أو زمنا لذلك.

وفي تعليقها على تصريح رئيس الفريق البرلماني لـ”الحمامة” بمجلس النواب، أجمعت المصادر ذاتها، والتي حضر أغلبها “حفل” أمس الأحد، على كون كلمة شوكي سياسية وعادية، مشددة على أنه كان ذكيا في استخدام عبارة “غادي يكون”، في الوقت الذي عبر فيه عن دعمه لـ”مشروع البرلماني”، وهذا رأيه الحر الذي لا يلزم باقي أعضاء المكتب السياسي أو قيادة الحزب، قبل أن تؤكد، أيضا على أن طريقة كلام المنسق الجهوي، والذي تحاشي القول بشكل مباشر “منضور هو المنسق” تحمل رسالة واضحة: “وهي أنا شخصيا معاه.. والقرار بيد قيادة الحزب”، وفق تحليل المصادر نفسها، التي أكدت أن الحسم في الموضوع سيظهر مستقبلا وبشكل رسمي.

رواية أخرى كشفت عنها المصادر تؤكد أن حديث شوكي عن منصب المنسق الإقليمي، لا يلزمه في شيء، سواء قال “غادي يكون مسنق” أو “هو المنسق”، قبل ان تزيد في الشرح: “أولا لأن القانون الأساسي للحزب واضح، وثانيا لأن السياق الذي جاء فيه الحديث لا علاقة له باتخاذ قرارات بهذا الحجم، ولا يتعلق باجتماع رسمي أو داخلي، بالنظر إلى الحاضرين وإلى طبيعة الدعوة لـسهرة الشيخات”.

وتبقى “أخطر” الروايات وأفظعها، والتي تضع حزب التجمع الوطني للأحرار، كأول هيئة حزبية في المغرب، موضع تساؤل، تلك التي كشف عنها البعض صباح اليوم، والمتعلقة بتسريبات، حول تهديد “شناق”، كان في حالة غير طبيعية، بالحديث في “الميكرو” أمام الحاضرين، بينهم برلمانيين عن عمالة فاس والجهة، عن رحيله و”أتباعه” إلى الحركة الشعبية، إذا لم يتم الإعلان عن يوسف منضور منسقا في نفس الليلة.

وفي بحثها عن صحة هذه “الرواية”، التي وجب فتح تحقيق بشأنها من طرف قيادة الحزب جهويا ووطنيا، استفسرت جريدة “الديار” مصادرها، حيث أكد البعض صحتها، فيما اكتفى البعض بالإشارة إلى ملاحظته للأجواء المشحونة والمتوترة بين المسؤول الجهوي و”سماسرة الانتخابات”، مع نفي علمه بالواقعة.

“في جميع الأحوال، إذا صحت هذه الحكاية، كان يجب ترك “محترف الانتخابات” يتناول “الميكرو” لينفذ تهديده لنعرف من سيتبعه إلى حزب “السنبلة”، حتى يتم وضع حد للتهديدات المتكررة والابتزاز الذي يمارسه البعض على حساب المناضلين الحقيقيين”، يعلق أحد المنتخبين، حضر واقعة أمس.

مصادر جريدة “الديار”، وفي ختام سردها للفصل الجديد من “الصراع” حول منصب المنسق الإقليمي، أفادت بأن كل ما سبق ذكره، يمكن تجاوزه أو التغاضي عنه، ليبقى الأهم بالنسبة لها هو “لماذا هذا الإصرار وهذه “الضغوطات” و”التهديدات” من طرف “السماسرة” لـ”تعيين” منضور منسقا إقليميا؟”.