2024 الأكثر حرارة في التاريخ.. كيف يؤثر تغير المناخ على الصحة؟

يحذر الخبراء من أن تغير المناخ يشكل تهديدا كبيرا ومتزايدا على صحة البشر في كل أنحاء العالم مع درجات الحرارة القياسية والظواهر الجوية المتطرفة وتلوث الهواء وانتشار الأمراض المعدية.
تبدأ الجولة الأخيرة من محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ الأسبوع المقبل خلال ماي توقع أن يكون العام الأكثر حر ا على الإطلاق وفي ظل إعادة انتخاب دونالد ترامب المشكك في قضية المناخ رئيسا للولايات المتحدة.
ستعقد مفاوضات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب29) في أذربيجان فيما تتزايد انبعاثات الوقود الأحفوري التي ترفع درجة حرارة الأرض رغم تعرض العديد من الدول لفيضانات مدمرة وموجات جفاف وحر وعواصف.
وهذا الأسبوع، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن “تغير المناخ يؤدي إلى إصابتنا بالأمراض والتحرك العاجل هو مسألة حياة أو موت”.
كيف يؤثر تغير المناخ على الصحة؟
أفاد البرنامج الأوروبي لرصد الأرض (كوبرنيكوس) هذا الأسبوع بأنه “من شبه المؤكد” أن يتجاوز 2024 السنة الماضية ويصبح العام الأكثر حرا في التاريخ المسجل.
من بين 15 طريقة يؤثر فيها تغير المناخ على الصحة، وصلت عشر منها الآن إلى “أرقام قياسية مثيرة للقلق”، وفق أحدث تقرير لخبراء “ذي لانست كاونت داون” التي تتبع تأثيرات تغير المناخ.
وأشار التقرير إلى أن عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما والذين لقوا حتفهم بسبب الحر ، ارتفع بنسبة 167 في المئة منذ التسعينات، وهو واحد من الأرقام القياسية المسجلة.
ويتسبب الحر الشديد بالعديد من المشكلات الصحية مثل اضطرابات الكلى والسكتات الدماغية ونتائج الحمل السلبية وأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي وفشل الأعضاء والوفاة في نهاية المطاف.
وقالت جيني ميلر مديرة “التحالف العالمي للمناخ والصحة”: “أضاء هذا العام على التبعات المتزايدة لارتفاع درجة الحرارة على صحة الناس ورفاههم”.
وأشارت إلى أن الحر الشديد أدى إلى وفاة 700 شخص وأكثر من 40 ألف إصابة بضربات شمس في الهند، فيما تسب بت الأمطار “التي أصبحت أكثر غزارة بسبب تغير المناخ” في انهيار سد في نيجيريا ما أسفر عن مقتل 320 شخصا، كما أن 48 من أصل 50 ولاية أميركية “تعاني جفافا معتدلا أو شديدا”.
في غضون ذلك، تحاول إسبانيا التعافي من أسوأ فيضانات شهدتها خلال جيل، فيما بدأت أجزاء من الولايات المتحدة وكوبا تعود إلى وضعها الطبيعي بعد الأعاصير الأخيرة التي ضربتها.
كذلك، يتوقع أن تلحق موجات جفاف وفيضانات وظواهر جوية متطرفة أخرى أضرارا بالمحاصيل العالمية ما يؤدي إلى زيادة الجوع في العديد من المناطق.
يتنفس 99 في المئة من سكان العالم هواء يتجاوز التوجيهات الإرشادية لمنظمة الصحة العالمية بشأن تلوث الهواء.
وتبين أن هذا التلوث يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والسكتات الدماغية وأمراض القلب وسرطان الرئة والسكري وغيرها من المشكلات الصحية، ما يشكل خطرا يمكن مقارنته بتأثير التبغ.
وترتبط حوالى سبعة ملايين وفاة مبكرة سنويا بتلوث الهواء، وفق منظمة الصحة العالمية.
الأسبوع الماضي، سج لت مدينة لاهور، ثاني كبرى المدن في باكستان، تلوثا للهواء بلغ 40 مرة المستوى الذي تعتبره منظمة الصحة العالمية مقبولا.

(المصدر: و م ع)