كريم شفيق يكتب: إنقاذ المدينة القديمة.. ولكن!
انعقد بداية هذا الأسبوع بعمالة إقليم صفرو إجتماعا ترأسه عامل إقليم صفرو وحضره كل المتدخلين بخصوص الشطر الثالث من برنامج إنقاذ الدور الآيلة للسقوط بالمدينة القديمة والقلعة بميزانية مهمة، هذا البرنامج لايمكن أن يكون ناجحا إلا إذا تم تقييم الشطرين الأول والثاني بشكل موضوعي و استخلاص مكامن النجاح و الخلل الذي اعتراهما. كذلك لايمكن أن يكون هذا الشطر ناجحا إلا من خلال تسطير إستراتيجية مندمجة تجيب عن سؤال مركزي أساسي هو: ماذا نريد من المدينة القديمة؟
عرف الشطر الأول من هذا البرنامج تعويضا لساكنة الدور الآيلة للسقوط بمبلغ 50000 درهم ولمالكي العقارات مبلغا يقدر بـ 10000 درهم مقابل هدم السكن، وهذا في تقديري كان خطأً فادحا شوه معالم المدينة القديمة و أصبحت مجموعة من الدور تشكل خطرا على المارة والساكنة، كما غيرت معالم حي الملاح بكامله.
الشطر الثاني وكان عبارة عن إصلاح بعض الدور حيث يتسلم المقاول مبلغ 80000 درهم من أجل الإصلاح لكن لم يكن هذا التدخل فعالا على اعتبار هزالة المبلغ وعدم الاعتماد على مواد البناء المناسبة للتدخلات وانتهاء المبلغ دون انتهاء الأشغال، وهذا خلَّف تشوهات حقيقية داخل هذه الدور، ناهيك عن مشاكل التتبع وتداخل الاختصاصات بين وكالة إنقاذ فاس ومصالح الجماعة الحضرية والسلطات المحلية.
ولتجاوز هذه الوضعية لابد من إبداء بعض الملاحظات الأساسية المتعلقة بالسؤال الذي طرحناه سابقا وهو ماذا نريد من المدينة القديمة بمدينة صفرو؟
أولا: إذا كنا نريد أن تصبح المدينة القديمة رافعة للسياحة التاريخية والثقافية باعتبار هذه المدينة عمرت أكثر من 1200 سنة فلابد من وضع استراتيجية مندمجة يكون فيها تدخل لكل الإدارات والمصالح المعنية ووضع برنامج التقائي بين كل هذه المصالح حتى يكون برنامج الإنقاذ ناجحا ويحقق أهدافه ومراميه.
ثانيا: لا يمكن إنجاز أي برنامج دون بنية تحتية قوية وفي هذا الإطار لابد من إعادة النظر في مجاري الواد الحار حيت أنه تم إنجازها سنة 1992 بـ”قواديس” ترابية انتهت صلاحيتها وفي الغالب أنها اندثرت وأن مخلفات الصرف الصحي تبقى تحت الدور مما يجعلها تؤثر على أساسات الدور المتهالكة أصلا مما يصبح معه لازما تدخلا عاجلا لتغييرها بأخرى من النوع الجيد والعصري وهذا مدخل أساسي لأي إصلاح جدي ومسؤول.
ثالثا: إعادة النظر في مجاري مياه واد أكاي المخترقة للدور وهي مجاري قديمة قد يكون لها أثر خطير على البنية التحتية وأي تسرب قد يشكل خطرا على أي إصلاح.
رابعا: دعم التجار والحرفيين الذين لا زالو صامدين داخل أسوار المدينة القديمة لحثهم على البقاء، والذين بدونهم لن يبقى طعم للمدينة القديمة.
إن أهمية هذه البرامج يجب أن توضع في منظور شمولي حتى تحقق أهدافها وتستفيد منها ساكنة المدينة القديمة وزوارها، وتلعب أدوارها في النهوض بالسياحة بجانب مؤهلات المدينة الأخرى كواد أكاي ومهرجان حب الملوك والغابة المجاورة للمدينة وغيرها من المؤهلات التي تزخر بها مدينة صفرو.
تعبر المقالات المنشورة في “منتدى الديار” عن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة