التعليم مقابل التلقيح؟.. استنفار لتطويق “بوحمرون” وجهة فاس مكناس في المرتبة الثانية

كشف محمد اليوبي، مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة المغربية، أن مدن جهة طنجة تطوان الحسيمة هي أكثر المناطق التي تسجل انتشارا سريعا لحالات الإصابة بداء الحصبة، المعروف بـ”بوحمرون”.

وأفاد السبت بأن جهة فاس مكناس تأتي ثانية تتبعها جهات الرباط والقنيطرة، والدار البيضاء-سطات، ومناطق في جهة مراكش-آسفي.

ورُصدت الإصابات بشكل أكبر بين الأطفال الرضع الذين لم يبلغوا التسعة أشهر، التاريخ المحدد لتلقي أول جرعة لقاح ضد الحصبة، يتبعهم من هم دون عمر 17 شهرا، أي قبل موعد الحصول على الجرعة الثانية من اللقاح بشهر.

وفي الوقت الذي سُجلت فيه إصابات بين البالغين، إلا أن أغلب الحالات هي لأطفال دون 12 عاما.

المعطى نفسه ينطبق على الوفيات، إذ أوضح المسؤول أن 42 في المئة ممن توفوا بداء الحصبة هم أطفال لم يتجاوزوا الخمس سنوات.

غير أن حالات وفاة رصدت لدى مصابين بالغين تزيد أعمارهم عن 37 سنة بنسبة 24 في المئة من مجموع الوفيات.

ويوضح اليوبي أن جل من توفوا بـ”بوحمرون” أشخاص لم يتلقوا لقاحا ضد المرض.

وبالنظر إلى أن جل الإصابات هي في صفوف أطفال، فقد قررت السلطات تنفيذ خطة لتطويق انتشار المرض في المدارس بدءا من غد الاثنين.

وأعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة عن سلسلة من الإجراءات الاستثنائية لمراقبة واستكمال التلقيح ضد داء “بوحمرون” داخل المؤسسات التعليمية، وذلك ابتداءً من يوم الاثنين 3 فبراير 2025، بهدف الحد من انتشار المرض وحماية صحة التلاميذ.

وأكدت الوزارة، في مذكرة موجهة إلى مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والمديرين الإقليميين، على ضرورة التنسيق الوثيق مع المصالح المعنية بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية لوضع الترتيبات اللازمة لإنجاح هذه العملية، مع اتخاذ كافة الإجراءات المصاحبة لها.

كما شملت التدابير التي أقرتها الوزارة “استبعاد التلاميذ الذين امتنع آباؤهم عن تلقيحهم في حالة ظهور حالات مرضية في المؤسسة التعليمية، حفاظًا على سلامتهم من هذا المرض المعدي”.

كما تضمنت “إغلاق المؤسسات التعليمية التي تتحول إلى بؤر وبائية، وذلك بناء على توصيات المصالح الصحية المختصة التي تتولى تقدير خطورة الوضع وتحديد الإجراءات اللازمة”.

أما في حالة وجود إصابات فردية لا ترقى إلى مستوى البؤرة الوبائية، فقد أكدت الوزارة أنه “يجب استبعاد التلاميذ المصابين بناءً على نتائج الفحوصات الطبية، مع إبلاغ جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، والتواصل مع الأسر لحثهم على إبقاء الأطفال المصابين في المنزل حتى اكتمال شفائهم”.

(المصدر: وكالات)