استغلال “البؤس” لحشد الحضور لنشاط حزب “الحمامة” وزينة شاهيم تحسم الجدل.. القصة الكاملة لنسخة صفرو من فضيحة “مسيرة ولد زروال”

بعد أزيد من 8 سنوات على أغرب “مسيرة” في تاريخ المغرب، حيث ساق “مجهولون” مغاربة بسطاء إلى الاحتجاج بالدار البيضاء ضد “أخونة الدولة” دون أن يكون لهم أي علاقة أو مصلحة، تتكرر نفس “الحكاية” تقريبا بإقليم صفرو، بـ”حشد” الحضور في نشاط لحزب “أخنوش”، باستغلال “فقر” الساكنة وإغرائهم بالحصول على “دعم” عبارة عن “قفة”.
وعلى غرار مسيرة “ولد زروال” اللقيطة، والتي تبرأ منها الجميع، ليظل الداعون إليها “مجهولين”، إلى حدود كتابة هذه الاسطر، فإن فضيحة “الحشد مقابل القفة” بصفرو تعرف نفس المصير، حيث أصرت بعض القيادات على إبعاد “الشبهات” عنها، قبل أن تخرج زينة شاهيم، عضوة المكتب السياسي لحزب “الأحرار”، عن صمتها أمام العلن.
من أعاد ذكرى “المسيرة الشوهة” إلى الواجهة بإقليم صفرو؟ وكيف تم الحط من كرامة نساء مقهورات من أجل “تأثيث” نشاط حول ّمدونة الأسرة؟.. جريدة “الديار” تقدم تفاصيل “المهزلة” التي هزت جهة فاس مكناس وفضحت “بؤس السياسة” في مغرب 2025.
“تجمعات” نسائية زوال الأحد!
حركية غير عادية عرفتها شوارع مدينة صفرو ، ساعة تقريبا على موعد انطلاق لقاء تواصلي من تنظيم المنظمة الجهوية للمرأة التجمعية حول مدونة الأسرة، كسرت هدوء زوال أمس الأحد 9 فبراير، حيث عاينت جريدة “الديار” تجمعات لنساء، بعضهن يحملن أطفالهن، أمام مقر عمالة إقليم صفرو، والحديقة المجاورة للخزينة العامة.

تجمعات مماثلة عاينتها جريدة “الديار” أيضا قرب مسجد “الرفايف” وباب المقام، بالإضافة إلى المدار قرب مسجد حبونة، حيث تم نقلهن في “حافلات” خاصة، بالإضافة إلى الحافلة المخصصة لنقل لاعبي فريق وداد صفرو لكرة القدم.

“القفة” و”الإهانة”
“واش أنتوما لي غادي تديونا للقاعة نشدوا القفة؟”.. هكذا خاطبت سيدة جريدة “الديار” مع اقترابها من “التجمع النسائي” بجانب حديقة الخزينة العامة، قبل تتابع المواطنة، بعد النفي والاستفسار عن قصة “القاعة” و “القفة” وأسباب وقوفها في الشارع، أنه تم إعلامها بحمل نسخة من بطاقة تعريفها والحضور قرب العمالة، حيث سيتم نقلها إلى قاعة للحفلات للحصول على “القفة” الخاصة برمضان.

رواية السيدة ستؤكدها أخريات قلن إنهن ينحدرن من المدينة العتيقة، بينهن شابات في مقتبل العمر، قبل أن يستدركن أن سيدة تواصلت معهن وأخبرتهن بالخروج إلى العمالة من أجل الحصول على “القفة”.
نفس الحكاية ستسجلها جريدة “الديار”، على بعد خطوات قليلة من “التجمع النسائي” الأول، وهذه المرة على لسان عدد من نساء “المجموعة” الثانية، قرب بنك إفريقيا المقابل لمقر عمالة الإقليم، حيث تكررت نفس المعطيات، ليظهر مرة أخرى اسم السيدة التي تواصلت معهن ووعدتهن بـ”الدعم” قبل أن تحصل جريدة “الديار” على رقمها من إحدى المنتظرات، والتي أكدت أنها تواصلت معها مباشرة وطلبت منها أن تصطحب معها معارفها من أجل الاستفادة، قبل أن تجد نفسها في ورطة بعد “اختفائها” وغياب وسيلة لنقلهن إلى القاعة المفترض أن يحصلوا فيها على “القفة”.
“خويا واش بالصح كاينة القفة ولا كيضحكوا علينا؟”، يسأل شاب بملابس لا تقيه قساوة البرد، التي تعرفها المنطقة خلال هذه الأيام، وهو يحمل نسخة متهالكة من بطاقة تعريفه الوطنية، بعد أن بلغ إلى علم البعض أن القاعة موضوع “الإشاعات” ستحتضن نشاطا “سياسيا”، ليتمتم بكلام غير مفهوم ويعود إلى وقفته بجانب إحدى أعمدة الشارع.
فجأة، ودون سابق إنذار، ستندفع النساء نحو “هوندا”، كانت مرابضة قرب “المجموعتين”، حيث تكدسن بها في ظروف “حاطة بالكرامة”، قبل أن تظهر “هوندا” ثانية، لـ”يتنافس المتنافسون” على الصعود إليها، على أمل الحصول على “الوعد المنشود”. جريدة “الديار” استفسرت سائق “الهوندا” حول أسباب نقله للنساء وعن هوية من سيؤدي ثمن الرحلة، ليرد بشكل واضح وصريح: “أنا خدام وصافي.. قالوا نديهم للقاعة في طريق المنزل وغادي يخلصني رئيس الوداد، و”المنسق الإقليمي” الجديد للاحرار بصفرو”، قبل أن يرفض الرد عن سؤال حول هوية “لي قال ليه”.
الفوضى و”الصدمة”
تزامن وصول جريدة “الديار” إلى القاعة المحتضنة لنشاط حزب التجمع الوطني للأحرار مع فوضى عارمة بمدخل قاعة الحفلات المحتضنة للقاء التواصلي، حيث يتم تفريغ وسائل النقل من النساء المستقدمات من المدينة، ومن باقي جماعات الإقليم. ومن بين الوسائل المستعملة في نقل المواطنين عاينت جريدة “الديار” حافلات للنقل المدرسي ممولة من “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية”.
“آ الشريفة.. أنا غير خدام، مضربيش الله يرحم الوالدين الطموبيل!”، يصرخ سائق حافلة لنقل الأشخاص، ردا على احتجاج سيدة أحضرها، مع أخريات إلى بوابة القاعة، بعد أن اتضح لها أنها تعرضت لـ”الخداع”، وأنه لا “قفة” ولا “هم يحزنون”.
مع توافد الحضور إلى داخل القاعة الممتلئة بالنساء، لا حديث يعلو عن حكاية “القفة” و”الدعم”، حيث تكررت نفس الحكاية تقريبا، وخصوصا من النساء المنحدرات من أحياء مدينة صفرو، قبل أن تظهر أسماء أخرى والتي تتهمها بعض النسوة بـ”الضحك” عليهن واستدراجهن، بعد أن تأكدن بأن الموضوع يتعلق بنشاط حول مدونة الأسرة.
جريدة “الديار” حاولت ربط الاتصال بأحد الأرقام التي تزعم بعض نساء المدينة القديمة أنهن تلقين اتصالا منه، دون أن تتلقى ردا، قبل أن تعمل على البحث في هواتف بعض “مناضلي” حزب “الحمامة” عن هوية صاحبة الرقم، دون جدوى.
“مكاينة قفة”
عملية البحث عن هوية صاحبة الوعود بـ”القفة”، خلقت استنفارا لدى منظمي النشاط، والذين تبرأوا بشكل قاطع من “الفضيحة”، حيث شددت زينب عزيزي، رئيسة المنظمة الإقليمية للمرأة التجمعية بصفرو، على نفي تورط الحزب أو المنظمين في تقديم الوعود كيفما كانت، ولأي كان، وفق تعبيرها، وهو النفي الذي أكدته زينة شاهيم، رئيسة المنظمة الجهوية للمرأة التجمعية بجهة فاس مكناس، بعد استسفار من جريدة “الديار”، معبرة عن استغرابها من ترويج “الإشاعة”.
ليس هذا فقط، فقد صرحت البرلمانية شاهيم، في كلمة موجهة إلى جميع الحاضرين والحاضرات بالقاعة، قبل انطلاق اللقاء التواصلي، ومباشرة بعد نقاش مع جريدة “الديار” حول الموضوع، بأن النشاط المنظم بالقاعة لقاء حزبي مرتبط بمناقشة مدونة الأسرة ويهم مناضلي ومناضلات حزب الأحرار بإقليم صفرو.
وزادت شاهيم، عضوة المكتب السياسي ورئيسة لجنة المالية بمجلس النواب: “هنا فالقاعة لي جاي باش ياخد الدعم وجايب البطاقة.. هادشي راه مكاينش”، قبل أن تبرز بوضوح وأمام الملأ: “حنا مغادي نفرقو حتى حاجة على شي حد، ولي حاضر اليوم حاضر بمحض الإرادة ديالو”.
وهو نفس الموقف الذي عممته بعض “القيادات” الحاضرة في النشاط، والذي بلغ حد التهديد بمقاضاة من “تآمر” لإفشال النشاط، حسب روايتهم.
شكوى ضد مجهول!؟
مباشرة بعد الكلمة التوضيحية لرئيسة المنظمة الجهوية للمرأة التجمعية، المسؤولة الأولى عن النشاط حسب ملصق اللقاء التواصلي، عاينت جريدة “الديار” مغادرة عدد مهم من السناء للقاعة، ليطلقن العنان لتصريحات قوية خلقت صدمة لدى الرأي العام، وفضحت “حشد” المواطنين، عبر توزيع الوعود الكاذبة.
“بغينا السيدة لي ضحكات علينا”، تصرخ سيدة منقبة، وعدد من النسوة المرافقات لها، في وجه رئيس إحدى الجماعات القروية بإقليم صفرو، مضيفة أنها لأول مرة تتعرض لـ”الحكرة” و”النصب”، قبل أن يتم الرد عليها من طرف الرئيس: “دخلو للقاعة وشوفو الا كانت لي قالت ليكم هادشي أنا نعاونكم فيها”، قبل أن ينصرفن “والخيبة” ترافق خطواتهن.
وفي موقف مؤثر، تحدثت سيدة لجريدة “الديار”، والدموع تنهمر على خديها، عن “القهرة” التي تعيشها، والتي دفعتها إلى التعلق بـ”قشة الإشاعة” على امل الحصول على “قفة” تسد بها رمق أسرتها، بعد حرمانها من “الدعم” الحكومي.
وختمت شكواها بـ:”حكروني أولدي.. الشكوى بيهم الله”، لتوضح أنها ستعود “على رجليها” إلى بيتها، بعد أن تم إحضارها من “الرفايف” في حافلة خاصة.
من أخرج “الناس” من منازلهم بـ”النصب والاحتيال” وخلق حالة استنفار لدى جميع الأجهزة، خصوصا أن مصادر، رفضت الكشف عن هويتها، أكدت أنه تم تكليف البعض، بينهم منتخبون بالإقليم، بإحضار عدد معين من المواطنين (30 سخصا على الأقل)، في الوقت الذي تكلف “أحدهم” باستقدام مربيات التعليم الأولي، وفق زعمها؟
فعاليات بالإقليم طالبت في تدوينات بفتح تحقيق في النازلة، لتحديد المسؤوليات، حتى لا تقيد “شكاية” الضحايا من النساء بصفرو ضد “مجهول” على غرار واقعة “مسيرة ولد زروال” الشهيرة.