“جائحة التبروري”.. اتهامات لفلاحين “نافذين” والمدير الإقليمي بصفرو يوضح
ما زالت تداعيات العاصفة الرعدية، التي ضربت جهة فاس مكناس، تثير جدلا بين المتضررين وأصحاب الضيعات الفلاحية بإقليم صفرو.
وفي هذا السياق كشفت مصادر لجريدة “الديار” أن الخسائر الكبيرة، التي خلفتها “جائحة” البرد في المنتوجات الفلاحية بالمنطقة، تعود بالأساس إلى عدم استخدام فلاحين “نافذين” للمولدات “ضد البرد”، المقدمة لهم من طرف وزارة الفلاحة.
وأبرزت المصادر نفسها على أن يوم العاصفة لم يستخدم هؤلاء الفلاحون الكبار المولدات الموضوعة تحت تصرفهم ما أدى إلى “كارثة” بالنسبة للفلاحين الصغار الذين تضررت محاصيلهم بشكل كبير.
واستنكرت مصادرنا طريقة توزيع هذه المولدات، موضحة أن المولدات تعمل وفق نظام يعتمد على مسافة معينة فيما بينها لضمان حماية أكبر عدد من الضيعات والمحاصيل الفلاحية، وهو الأمر الذي تم خرقه بتمكين الفلاحين الكبار من مولدين على حساب الآخرين، تشدد مصادر الجريدة.
وأكدت المصادر ذاتها على أن 3 من أصحاب الضيعات الكبيرة يتوفرون على 6 مولدات، مشيرة بالإسم إلى الشبشالي بمنطقة رباط الخير والزهواني بمنطقة العنوصر والحارثي بمنطقة آيت السبع.
من جهته، شدد محمد مزور، المدير الإقليمي للفلاحة بصفرو ، على أن إقليم صفرو يتوفر على 13 مولدا ضد “التبروري” موزعة بشكل عملي وفق ما يسمى بـ”ممر البرد”، نافيا في حديثه إلى جريدة “الديار” منح مولدين لنفس الضيعة.
وأفاد المدير الإقليمي أن الأسماء المذكورة تم منحها مولدا واحدا، مشيرا، في الوقت نفسه إلى أن مصالح الفلاحة تمنح المولدات لأصحاب الضيعات الذين يتوفرون على إمكانيات لتشغيل المولدات وصيانتها، قبل أن يفسر الأمر بارتفاع ثمن المولد الذي يصل إلى 25 مليون سنتيم وارتفاع تكلفة متابعته وصيانته.
“عاصفة 6-6-2020 كانت استثنائية بكل المقاييس، يقول مزور، سواء من حيث توقيتها ومدتها أو من حيث حجم حبات البرد”، قبل أن يتابع مسترسلا: “هذه الاستثنائية لم تترك فرصة أو وقتا لاستخدام المولدات، موضحا أن المولدات تحتاج وقتا كبيرا لتجهيز “المتفجرات” قبل إطلاقها.
وتابع المدير الإقليمي أن مصالحه تمكنت، في آخر لحظة، من إطلاق مولد بمنطقة عين تمكناي، ساهم في تجنيب الضيعات المتواجدة في قطره (10 كلم) خسائر مهمة.
وفي ختام حديثه مع جريدة “الديار”، أعلن محمد مزور، المدير الإقليمي للفلاحة بصفرو، أن الوزارة، بشراكة مع جهة فاس مكناس، بصدد اقتناء 90 مولدا “ذكيا” ومن الجيل الجديد سيتم توزيعها وفق دراسة علمية وعقود مؤطرة مع تنظيمات وتعاونيات من أجل تسيير سليم لها لتفادي تكرار خسائر “جائحة” التبروري الأخيرة.
وكانت 31 جماعة، بجهة فاس مكناس، تضررت جراء هذه العاصفة على مساحة تقدر بـ 19.000 هكتار تراوحت فيها درجات الأضرار ما بين 5% و80% من الزراعات المختلفة.