أنفلونزا أم كورونا؟.. هذه أوجه التشابه والاختلاف بينهما
في ظل استمرار تفشي جائحة كورونا، محليا وعالميا، تم رصد العديد من أوجه التشابه والاختلاف بين فيروس كورونا والأنفلونزا الموسمية.
وفي هذا الصدد، سلطت الدكتورة فاطمة عزيزي، أخصائية في الطب العام، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، الضوء على هذا الموضوع بهدف تبديد اللبس المحيط به. – العلامات السريرية :
أوضحت الدكتورة عزيزي أن العلامات السريرية هي نفسها تقريبا في بداية المرض، سواء تعلق الأمر بالأنفلونزا الموسمية أو بكورونا. فكلا المرضين يبدآن بالحمى والقشعريرة والعطس والصداع وآلام وأوجاع العضلات، مبرزة أن هذه الأعراض يمكن أن تكون، في بعض الحالات، مصحوبة باضطرابات على مستوى الجهاز الهضمي، لا سيما الإسهال أو القيء، وهي أعراض تكون “أكثر حدة” لدى الأشخاص المصابين بكورونا.
وقد تظهر على المصابين بكلا المرضين جميع الأعراض دفعة واحدة أو البعض منها فقط، ولكن من الناحية السريرية، فإن الأعراض المبكرة لدى كليهما عادة ما تكون متشابهة، خاصة في بداية المرض.
– كيفية انتقال العدوى :
أوضحت الطبيبة أن طريقة انتقال العدوى هي نفسها أيضا. فالأنفلونزا الموسمية وكورونا ينتقلان عن طريق الرذاذ التنفسي، والاتصال الوثيق بين شخص مريض وأفراد محيطه، وكذلك من خلال الأسطح التي سبق أن لمسها أفراد مصابون.
– فترة الحضانة :
فترة الحضانة بالنسبة للأنفلونزا الموسمية أقصر، حيث يمكن لأي شخص أن يصاب بفيروس الأنفلونزا الموسمية وينقلها لمدة يوم أو حتى يومين قبل أن تظهر عليه الأعراض الأولى. أما بالنسبة لكوفيد-19، فيمكن أن يظل المريض بدون أعراض لمدة قد تصل إلى أربعة عشر يوما قبل أن تظهر عليه أعراض المرض. ومع ذلك، فإن فترة حضانة (كوفيد- 19) هي في المتوسط أربعة أيام.
– كيفية تفشي الفيروس :
أكدت الأخصائية أن الأنفلونزا الموسمية تنتشر بسرعة أكبر نظرا لقصر فترة حضانتها، بينما يعتبر (كوفيد-19) أكثر عدوى، مضيفة أن هذا يعني أنه على الرغم من تفشي الأنفلونزا بشكل أسرع، إلا أن حمولتها الفيروسية ومعدل تكاثرها يظلان محدودين.
وفي المقابل، فإن معدل تكاثر كورونا أعلى بمرتين إلى مرتين ونصف من معدل تكاثر الأنفلونزا الموسمية، مما يجعل العدوى أكثر انتشارا. وخلصت الدكتورة، في هذا الصدد، إلى أن هناك عددا أكبر من الأشخاص تظهر عليهم أعراض (كوفيد-19) مقارنة بالأشخاص المصابين بالأنفلونزا الموسمية.
– طبيعة المرضى :
ذكرت عزيزي بأن الأنفلونزا الموسمية تصيب بالأساس الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، والأشخاص الطاعنين في السن، والمصابين بأمراض مزمنة، والأطفال والنساء الحوامل.
وأكدت أن الفئات نفسها تتأثر بكورونا، باستثناء الأطفال، الذين يتأثرون بدرجة أقل بالفيروس ويحمون أنفسهم، بحسب ما تمت ملاحظته، بشكل أفضل من الأشخاص المسنين أو ذوي المناعة المنخفضة، مضيفة أنه “لذلك يمكن للأطفال أن يحملوا الفيروس دون الإصابة بالمرض”. أما الأنفلونزا الموسمية فهي تصيب الأطفال، ولهذا السبب، “في مدرسة، على سبيل المثال، من المرجح تفشي الأنفلونزا الموسمية لأنها تنتقل من طفل إلى آخر”.
– شدة الخطورة :
أوضحت عزيزي أنه سواء تعلق الأمر بالأنفلونزا الموسمية أو بكورونا، فإن حالات الإصابة تكون غير خطيرة بنسبة 80 في المائة، بينما 15 في المائة من الأشخاص قد تظهر عليهم أعراض حادة إلى حد ما، سواء عند الإصابة بأنفلونزا موسمية أو بفيروس كورونا، فيما قد تظهر على 1 إلى 5 في المائة أعراض حادة، وهنا تتجلى خطورة كورونا.
وذكرت بأنه حتى بالنسبة للأنفلونزا الموسمية، يتم علاج حالات شديدة الخطورة تتطلب إدخال المرضى إلى وحدات العناية المركزة، ولكن حالات الإصابة بكورونا، وبناء على ما تم رصده هذه السنة، تبقى “أشد خطورة”، خاصة فيما يتعلق بضيق التنفس حيث يمكن أن يتسبب الوباء بسرعة في مضاعفات رئوية، على عكس الأنفلونزا التي تتبدد تدريجيا. أما بخصوص العلاج، فقد أشارت السيدة عزيزي إلى أنه في حين أن هناك لقاحا ومضادات فيروسات لمحاربة الأنفلونزا الموسمية، فإنه لا توجد أي علاجات محددة لكورونا.
(و م ع)