سفيان البقالي..”الفاسي” الذي أعاد للمغرب أمجاده في ألعاب القوى
يطيب لفاس أن تفتخر بابنها العداء سفيان البقالي الذي حقق عدة تتويجات عالمية، استطاع من خلالها تأكيد حضور ألعاب القوى المغربية في المحافل العالمية، وتحقيق التميز، وكذا إحياء الأمل من جديد لدى المتتبع المغربي، الذي يتشدق باستمرار إلى المصالحة مع الألعاب الأولمبية خاصة، والأنشطة الرياضية عامة.
فاز قبل بضعة أيام في سباق 3000 متر موانع، خلال مشاركته في ملتقى روما للعصبة الماسية، بعد أن حسم السباق في المركز الأول بتوقيت 8 دقائق و8 ثواني و54 جزءا من المائة، وبذلك استطاع تحقيق أسرع توقيت عالمي للموسم.
رأى البطل العالمي سفيان النور بمدينة فاس، في السابع من يناير من سنة 1996، يبلغ طوله 1.95، ويناهز وزنه 62 كلغ، ويعد واحدا من العدائين الشباب الذي استطاعوا مضاهاة الكبار في العدو مسافة 3000 متر موانع، في فترة وجيزة.
مسيرة سفيان البقالي المشرفة انطلقت في دورة الألعاب الأولمبية ريو 2016، حيث أحرز على أول تتويج عالمي له في بطولة العالم لندن 2017، بفوزه بميدالية فضية ثمنت مساره. أما المرة الثانية التي عانق فيها البطل الفاسي التألق، فقد كانت في الدوحة سنة 2019.
وفي وقت ضئيل تمكن سفيان من خلق مكانة متميزة له على الصعيد الوطني والعالمي في ألعاب القوى، الشيء الذي عززه حضوره المائز في منافسات العصبة الماسية في الألعاب العربية والإفريقية، مما جعله يحظى باهتمام واسع من قبل المتتبعين وكبار المعلقين لألعاب القوى، بل وصار أمل المغرب في حمل رايته في التظاهرات الرياضية العالمية، بعد أن خفت صيته مع توالي الانكسارات والهزائم، وبذلك صار البقالي مفخرة لفاس منجبة الكفاءات وللمغرب عموما.
وفي معظم خرجاته الإعلامية، لا يفوت البقالي أن يذكر فضل مدربه كريم التلمساني، حيث يؤكد أنه بمساعدته استطاع تحقيق النجاح الذي ظفر به، موضحا في أحد لقاءاته الصحافية: “مدربي يقدم لي ثقة كبيرة، فمنذ صغري وهو يقول لي “غادي تعلق الميدالية”، والحمد لله لم يمر وقت طويل وتحقق تكهنه ذاك سنة 2017، حيث توجت بأول لقب عالمي لي”.
وعن سر تألقه، يؤكد البقالي بأنه يحس بامتلاكه عزيمة قوية منذ الصغر، فعندما كان في عمر 19، استطاع أن يحرز على الرتبة الرابعة في بطولة العالم للشباب بأمريكا، فانتابه الحزن لعدم حصوله على إحدى الميداليات، ثم في الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو، يؤكد سفيان البقالي، أنه ذهب بهدف وحيد يتمثل في التأهل إلى النهائي، وبلغه فعلا، قبل أن يردف في تصريح له: “وجدت نفسي في الرتبة الرابعة، كنت قريبا من الميدالية، فازدادت ثقتي في نفسي، وقلت إن شاء الله سأجتهد أكثر، ثم حظيت بثمرة اجتهادي عند تتويجي، ومن تلك اللحظة وأنا واثق من نفسي، وأطمح إلى التقدم لا الرجوع إلى الخلف”.
وعن مثله الأعلى أكد العداء المغربي البقالي غير ما مرة أنه تأثر بمحيي الدين مخيسي الفرنسي من أصول عربية، ذلك أنه يجده شبيها له من حيث المسار الرياضي. أما في المغرب، فقد أكد سفيان أنه تأثر بالعداء هشام الكروج، الذي يصفه بالأسطورة، إذ أنه يمنحه الثقة والتحفيز بسبب شجاعته وعدم خوفه من العدائين الآخرين.
ويخوض سفيان البقالي تداريبه طيلة السنة في مدينة إفران بالأكاديمية الدولية لمحمد السادس لألعاب القوى، رفقة مدربه كريم التلمساني، التي أكد دائما أنها، أي الأكاديمية، توفر له الظروف المثلى المادية والمعنوية من أجل الإعداد الجيد والمستمر لمنافساته الدولية.
وينتظر جمهور سفيان السباق المقبل له، من المزمع أن تحتضنه موناكو، إذ عبر عن مناه في أن يركض المسافة في مدة تقل عن 8 دقائق.