بعد جدل تأخر تحاليل كورونا.. “الديار” تضع مختبر فاس “تحت المجهر”
أثار تأخر ظهور بعض النتائج المخبرية للكشف عن فيروس كورونا جدلا كبيرا في جهة فاس مكناس، بعد احتجاج بعض المصابين على عدم ظهور نتائج تأكيد شفائهم، واستياء بعض المخالطين الذين يعانون جسديا ونفسيا من تأخر نتائج الفحوصات التي أجروها، لتأكيد انتقال العدوى إليهم أو خلوهم من الوباء.
فكيف يشتغل مختبر الكشف عن الفيروس بالمستشفى الجامعي بفاس؟ وكم عدد التحليلات التي تجرى في اليوم؟ وما هي الحالات الاستثنائية التي يتم تسريع تحاليلها؟
جريدة “الديار” وضعت مختبر فاس “تحت المجهر”، وحاولت الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها، عبر الحديث إلى مصدر صحي، رفض الكشف عن اسمه، من المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس.
“بدأ العمل بالمختبر الخاص بالمستشفى الجامعي بفاس بتحاليل (PCR) الخاصة بالكشف عن فيروس كورونا، أو ما يطلق عليها ب تقنية “التفاعل البوليمزار للأنزيم، منذ 14 أبريل الماضي”، يقول مصدرنا. مشيرا أن انطلاق العمل بهذا المركز، إضافة إلى مراكز جهوية أخرى، جاء لتخفيف الضغط على مراكز الرباط والبيضاء، وفي نفس الوقت للرفع من عدد الفحوصات لمحاصرة الوباء ومنع انتشاره.
وكشف المصدر نفسه أن المختبر يغطي جهتين: جهة فاس مكناس وجهة درعة تافيلالت حيث يتم استقبال أزيد من 520 تحليلة يوميا، مضيفا، في ذات السياق، أن الرقم قد يرتفع في حالة اكتشاف “بؤرة” وباء كما وقع سابقا في حالة المركز التجاري بفاس.
وعن المعدل اليومي للتحاليل المخبرية التي يجريها مختبر فاس للكشف عن فيروس كورونا، أفاد مصدرنا أنه، ورغم الخصاص في العنصر البشري، يتم إجراء 282 كشفا في اليوم بالمركز.
“هذا الرقم يمكن اعتباره إنجازا، لأنه في مراكز أخرى لا يتعدى عدد التحليلات المنجزة يوميا 100 كشف مخبري، علما أننا نتوفر على نفس الآليات”، يقول محدثنا.
مصدرنا تابع، مستدلا على حديثه، أن مختبر التحليلات التابع للمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة لا يتجاوز معدله اليومي 100 تحليلة، رغم توفره على الطاقات البشرية الكافية مقارنة مع المتوفر في المركز الجامعي بفاس. مشيرا أن فريق العمل بمختبر فاس يتكون من تقني وطبيب (أو أستاذ مبرز)، فقط، يعملان بمناوبة مع 6 مجموعات أخرى.
وبخصوص الجدل الذي أثير حول التأخير في ظهور النتائج، شدد مصدر الجريدة على أن نظام الاشتغال في المختبر يعتمد على الترتيب حسب وقت الوصول، وهو النظام المعمول به في كافة المختبرات.
“طبعا هناك استثناءات، يحددها المسؤولون عن القطاع الصحي بالجهة أو الأقاليم” يضيف المصدر ذاته. موضحا أن هذه الحالات المستعجلة مرتبطة بظهور “بؤر” أو تحاليل تتعلق بأشخاص في مراكز حساسة كالمستشفيات أو السجون أو في مرافق يرتادها المواطنون، ما قد يشكل خطرا على الصحة العامة.
المصدر ذاته أرجع التأخير في ظهور نتائج التحليلات، في الفترة الأخيرة، إلى ارتفاع عدد المخالطين وإلى الحملة الاستباقية التي يتم اعتمادها بالأقاليم للكشف عن العدوى، ما يرفع عدد الحالات المنتظرة بشكل كبير.
وزاد محدثنا، مفسرا، أن هناك مناطق وصلت بها الحالات المنتظرة إلى أزيد من 200 حالة، بينما سجل المختبر أول أمس 120 تحليلة من ميدلت، فقط، في يوم واحد.
ورخصت وزارة الصحة في 14 أبريل الجاري لمراكز استشفائية في جل جهات المملكة، بإجراء تحاليل الكشف عن فيروس كورونا، في الوقت الذي كانت تجرى فيه التحاليل، منذ بداية الأزمة، في 3 مختبرات فقط، وهي المعهد الوطني للصحة بالرباط، ومعهد باستور المغرب بالدار البيضاء، ومختبر المستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط.