إطفاء الحرائق في تاونات.. هل “تورط” السلاسي والبرلماني بوصوف في “البحث عن البوز”؟

مدح وُصف بالمبالغ فيه دبجه محمد السلاسي، رئيس المجلس الإقليمي لتاونات، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، في حق البرلماني بوشتى بوصوف، الذي التحق بنفس الحزب بعدما قرر الانصراف عن حزب العدالة والتنمية ذات استعداد لانتخابات سابقة في ملابسات لا تزال معالمها غير معروفة.

السلاسي شكر البرلماني بوصوف على “حضوره ومواكبته عملية إطفاء” الحريق الذي شهدته بعض من غابات الإقليم، بداية الأسبوع الجاري.

لكن، لماذا المغالاة في المديح؟

مصادر “الديار” قالت إن للأمر مرتبط بحسابات للتموقع في حزب “الأحرار”، مع الرهان على ترافع بوصوف في الدفاع عنه لدى عزيز أخنوش، رئيس الحزب.

وماذا فعل البرلماني بوصوف في قضية الحرائق لكي يستحق كل هذا المديح؟

“لا شيء يستحق أن يروى في هذا الصدد، سوى حضور ظرفي ربما كان الغرض منه هو التقاط بعض الصور من أجل “تلميع الواجهة”، بينما من يستحق أن يشكر في هذه القضية هم عناصر الوقاية المدنية ورجال القوات المساعدة والدرك والمشتغلين في برنامج “أوراش”، وعدد كبير من المتطوعين، ومنهم نساء وأطفال ورجال وحتى مسنون، استعانوا بوسائل بسيطة وساهموا بما يملكونهم من طاقة وسواعد يد من أجل تطويق الحرائق”، تجيب المصادر نفسها.

وشددت مصادر جريدة “الديار” على أن هؤلاء من يستحقون التنويه بعد المجهودات التي قاموا بها وبعد المخاطرة بأرواحهم من أجل السيطرة على النيران المشتعلة.

لكن رئيس المجلس الإقليمي لتاونات فضل أن ينوه بمجهودات البرلماني بوصوف، وهو الذي يورد المواطنون بأنه يوجد على رأس قائمة الغائبين عن الترافع عن قضايا الإقليم في البرلمان، ولدى القطاعات الحكومية المعنية. وليس لديه سوى رصيد باهت من طرح الأسئلة في جلسات البرلمان، لمناقشة القضايا التي تهم الشأن العام الوطني. وربما انشغالاته الكثيرة لتنمية ثروته ومشاريعه في الدار البيضاء ونواحيها قد تكون شغلته عن أداء هذه المهام التي وعد الساكنة عندما تقدم للانتخابات، بالقيام بها أحسن قيام. بل إنه وعد الساكنة بأن ينجز مشاريع استثمارية في الإقليم تساهم في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي، وتخلق فرص شغل لفئات واسعة من شبان المنطقة الذين يضطرون إلى الانتشار في أرض الله الواسعة بحثا عن فرص شغل. نفسها الوعود التي قدمها زميله في الحزب، البرلماني نور الدين قشيبل، الذي غادر بدوره حزب العدالة والتنمية، ليترشح باسم الحمامة. لكن الوعود لم يتحقق منها أي شيء، في انتظار الموسم الانتخابي للعودة مجددا إلى الساحة وترديد نفس الشعارات والوعود.

“البرلماني بوصوف سبق له أن أثار الجدل قبل الانتخابات السابقة، تحكي مصادر “الديار”، بسبب قفف جمعية “جود”، التابعة لحزب التجمع الوطني للأحرار”. فقد تمكن من الحصول على 4 آلاف قفة. لكن المثير أنه قرر أن يوزعها، فقط، لفائدة الأسر بـ”عين معطوف” والذي يعتبر “الخزان الانتخابي” الذي كان يراهن عليه لـ”الصعود”.

مصادرنا سجلت أن اجتماعا لقياديين من “الأحرار” حاصروه، وأشهروا في وجهه الرفض، وهددوا بنقل الملف إلى أخنوش، ليقرر بعد ذلك الرضوخ، والاستجابة لمطلب “التوزيع العادل” لقفف “جود” على جميع مناطق الإقليم. وأشارت المصادر إلى أن هذه الحكاية لها علاقة بما سبق، فرغم أنه يقدم بأنه من أثرياء الإقليم، إلا أنه “يفضل” الركون إلى الظل، كلما تعلق الأمر بالمساهمة في مجهودات للتنمية والدعم الاجتماعي. وقد يعمد إلى ارتداء “أحذية المجاهدين”، وفق تعبيرها، في إشارة، ربما، إلى “السطو” على استغلال مجهود الآخرين والظهور بأنه وراء المجهود الفعلي.