نخبة متهمة بالتخلي عن “الترافع” وبنيات استقبال ضعيفة.. فاس “تخسر” رهان استقطاب الملتقيات الكبرى
لم تعد فاس مدينة استقطاب للمؤتمرات والندوات واللقاءات الدولية. فقد قال الكثير من المتتبعين لـ”الديار” إن مدينة مراكش تحولت إلى وجهة لجل اللقاءات الدولية والإقليمية الكبرى التي يحتضنها المغرب، خاصة بعد فترة الجائحة وتنصيب حكومة أخنوش.
ويشير منعشون سياحيون إلى أن انصراف الهيئات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية عن مدينة فاس يرخي بظلالها على الوضع السياحي بالعاصمة العلمية، ويزيد من تعميق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية للمدينة، ويكرس تراجعها على مستوى الإشعاع الثقافي والإعلامي.
وفي مقابل ذلك، فقد ساهمت هذه الملقتيات والندوات والمؤتمرات الكبرى في إعطاء دفعة قوية لمراكش، ما مكنها من تجاوز تداعيات الجائحة واستعادة عافيتها الاقتصادية.
وبحسب المصادر، فإن النخب المحلية تتحمل جزء مهما من المسؤولية في تراجع فاس في استقبال وفود الملتقيات الدولية، حيث يسجل ضعف ترافع البرلمانيين عن هذا الحضور، رغم أن عددا من هؤلاء ينتمون إلى التحالف الحكومي الحالي، ولهم من القنوات ما يكفي لإقناع المسؤولين الحكوميين بأهمية استفادة العاصمة العلمية من احتضان المؤتمرات الكبرى.
وإلى جانب هذا الترافع، فإن المصادر تتحدث على أن المدينة تحتاج إلى كثير من الجهد لتطوير بنيات الاستقبال، خاصة الموجهة لعقد المؤتمرات الكبرى، كما هو الشأن بالنسبة لمشروع قصر المؤتمرات ووالذي لا يزال إخراجه إلى حيز الوجود. ولا تتوفر المدينة، رغم تاريخها وحضورها الثقافي سوى على قاعات تابعة للفنادق المصنفة الخاصة، وقصر المؤتمرات التابعة للصناعة التقليدية، وبعض القاعات العمومية غير المؤهلة. وذكرت المصادر بأن وضع هذه البنيات يشكل نقطة سوداء بالنسبة لحصيلة المسؤولين الذين تعاقبوا على تدبير الشأن العام المحلي، بالنظر إلى أن تطوير المدينة ثقافيا وسياحيا يحتاج بالضرورة إلى بنيات استقبال في المستوى.