المعارضة تستنكر “استهتار” الحكومة بـ”أبناء المغاربة” وتقديم “الخواء” لأسرهم.. “حراك” طلبة الطب والصيدلة يفجر أزمة بالبرلمان
فجر محمد صباري، نائب رئيس مجلس النواب، اليوم الاثنين 8 يوليوز خلال أشغال الجلسة جلسة عمومية للأسئلة الشفوية بالبرلمان، مفاجأة من العيار الثقيل، في ملف “حراك” طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان.
وقال صباري إن مكتب مجلس النواب توصل برد من الحكومة، على طلب 4 فرق (فريقان من الأغلبية وفريقان من المعارضة) مناقشة “الاحتقان” المتواصل في كليات الطب وسبل إنقاذ الموسم الجامعي من شبح “سنة بيضاء”، معبرة فيه عن عدم استعدادها (الحكومة) التفاعل مع الموضوع.
وأشعل رد الحكومة غضب النواب البرلمانيين عن المعارضة، التي أعلنت عن انسحابها من الجلسة، احتجاجا على ما وصفته بـ”استهتار” الحكومة عموما، وعبد اللطيف الميراوي، وزير التعليم العالي.
انسحاب المعارضة، دفع فرق الأغلبية إلى طلب رفع الجلسة من أجل التشاور والاطلاع على أسباب تخلف الوزير الميراوي عن الحضور، وهو الطلب الذي قوبل بالإيجاب من طرف رئيس الجلسة، مع إجماع المتدخلين على أهمية الموضوع وضرورة إيجاد مخرج لأزمة “أبناء المغاربة” وأطباء المستقبل.
وحرصت فرق المعارضة مع بداية الجلسة الأسبوعية المخصصة للأسئلة الشفوية لليوم الاثنين، على إثارة موضوع “حراك” طبة الطب والصيدلة، في إطار نقط نظام، مستنكرة ما اعتبرته “استهتار” الحكومة للبرلمان ولأسر الطلبة.
وقال ادريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، في إطار المادة 151 من القانون الداخلي، إن “مكتب المجلس وافق على إحالة طلب الفريق الذي يتعلق بالاحتقان بكلية الطب والصيدلة، والإحالة تمت يوم 28 ماي 2024 ولحد الآن هناك احتقان كبير ومصير مجهول أمام الطلبة “، مشددا على أن “الغاية هي إثارة الانتباه للتعجيل بإيجاد الحل المناسب للجميع في إطار احترام الدولة وما يمليه القانون “.
من جهته قال رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية، إن “مكتب مجلس النواب تفاعل مع طلبات المعارضة والأغلبية للتحدث في موضوع طارئ، وهو الأزمة التي تعيشها كليات الطب، واليوم نتفاجئ بأن الأمين لم يتلو أي مراسلة توصل بها المجلس من طرف الوزير المعني”.
وسجل حموني أن هذا يعني أن الحكومة “تحتقر” البرلمان، مستدركا أن على الوزير أن يطلعنا على سبب رفضه القدوم للبرلمان للإجابة على تساؤلات البرلمانيين. “أليس الموضوع مستعجلا؟ هل الموضوع لا يهم الوزير المعني؟”.
وشدد المتحدث نفسه على أن اليوم لدينا أزمة كبيرة وخطيرة، كما أنه بالأمس كان هناك إنزال كبير لأسر طلبة الطب والصيدلة بينما الحكومة غائبة، مضيفا: “اليوم الحكومة تستهتر بالبرلمان و”تحتقرنا” و”تحتقر” أسر الطلبة، وعلى الأقل كان على الوزير أن يعطي قيمة لمراسلة المجلس الموجهة له”.
أما عبد الله بووانو، رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، فاعتبر أن ليس هناك موضوع مهم في المغرب مثل موضوع طلبة الطب والصيدلة، والحكومة ورئيسها عليهم إعطاء الوقت لهذا الموضوع لإيجاد حل له.
وتحدث بووانو عن مقاطعة الامتحانات بكليات الطب والصيدلة والتي كان سببها وزير في الحكومة، مسجلا انتظارات البرلمانيين لحضور الحكومة، مشيرا في نفس الوقت انه إذا تعذر على الوزير المعني ذلك، فهناك الناطق الرسمي باسم الحكومة، المشارك أيضا في الحوار مع الطلبة.
وأعاد المتحدث ذاته، على أنه ليس هناك موضوع أخطر من ملف “أبناء المغاربة” ومستقبلهم، مشددا أنه على الحكومة، ورئيسها تحديدا، منح هذا الملف الاهتمام الكافي.
عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي، بدوره قال إن الحكومة تعاملت مع مراسلة مجلس النواب بـ”العبث”، مستغربا غياب الحكومة وعدم اكتراثها بتقديم جواب حول الموضوع، مستنكرا طريقة تعامل الحكومة مع آلية رقابية تحسس البرلمانيين وتطمئنهم، مضيفا أنه بدل أن نقدم لأسر الطلبة جوابا نعطيهم “الخواء”.