نهاية “الخرافة” بصفرو؟.. مستشارون “يتمردون” ضد رئيس الجماعة بسبب “فاس مكناس للتوزيع”

انتفض أعضاء مجلس جماعة عزابة، بإقليم صفرو، صباح أمس الجمعة 16 غشت، ضد رئيسهم رشيد كضي، خلال أشغال الدورة الاستثنائية الخاصة “بإحداث مجموعة الجماعات “فاس مكناس للتوزيع” ما بين مجالس العمالات والأقاليم والجماعات التابعة لجهة فاس مكناس”.

وعن تفاصيل ما وصفته بـ”التمرد” ضد كضي، الرئيس وعضو مجلس جهة فاس مكناس عن حزب التجمع الوطني للأحرار، أفادت مصادر مطلعة أن أعضاء المجلس الجماعي تفاجأوا بغيابه، وكذلك إخوته، عن حضور أشغال الدورة الاستثنائية المذكورة، وتكليف نائبه بترأس الاجتماع.

وأضافت المصادر أن 12 مستشارا، من أصل 16 عضوا، حضروا لمقر الجماعة، ليدخل عضوان إلى قاعة الاجتماعات في الوقت الذي رفض فيه الباقي إكمال النصاب لافتتاح الدورة الاستثنائية، مطالبين بحضور الرئيس، وعائلته.

“الرفض تواصل رغم الاتصالات التي أجراها الرئيس مع بعض المستشارين في محاولة منه لإقناعهم بالمشاركة في أشغال الدورة”، تورد المصادر، لتؤكد أن محاولاته باءت بالفشل، حيث عبر البعض عن غضبه من تصرفات الرئيس بـ”مبغاش إسالي من هادشي ديالو!”.

ووفق مصادر جريدة “الديار” المطلعة، وبعد تدخل من مدير المصالح، افتتحت الجلسة الاستثنائية، ليتم “تأجيل” النقاش والمصادقة على جدول أعمالها إلى موعد لاحق يكون فيه رشيد كضي متوفرا لرئاسة الجلسة، مشيرة إلى حضور شقيقه بعد أن عبر المستشارون عن “غضبهم”.

لكن، لماذا هذه “الانتفاضة” ضد غياب الرئيس؟

مصادرنا أكدت أن جماعة عزابة، على غرار عدد من الجماعات القروية بالإقليم، هي المسؤولة عن توزيع الماء على المواطنين، والمصادقة على نقطة “إحداث مجموعة الجماعات “فاس مكناس للتوزيع” ما بين مجالس العمالات والأقاليم والجماعات التابعة لجهة فاس مكناس”، قد تخلق غضبا واحتجاجا لدى الساكنة.

“هذا التخوف، اعتبره المستشارون “الغاضبون”، ربما، سببا لـ”هروب” كضي من حضور الدورة بدعوى “السفر”، وهو الذي كان متواجدا في صفرو يوما قبل الدورة”، توضح المصادر، التي اتهمت رئيس جماعة عزابة بمحاولة “التحايل” على السلطة وعلى المواطنين في نفس الوقت.

وفي توضيحها لهذا الأمر، اتهمت رشيد كضي باعتماد “خطة” لم ينجح في تمريرها على المستشارين، ذلك أنه بغيابه عن الدورة سيتجنب ما وصفته بـ”الإحراج” مع رجال السلطة، في حال تم رفض التصويت على نقاط الدورة. “وإذا تم تمريرها، واحتجت ساكنة الجماعة لاحقا، سيواجهها بكونه لم يحضر اشغال الدورة، و لم يصادق على إحداث “فاس مكناس للتوزيع”، وبالتالي فإنه غير مسؤول عن مشاكلهم”، تشرح المصادر ذاتها.

واعتبرت المصادر التي تحدثت إلى جريدة “الديار”، في السياق ذاته، أن “انتفاضة” المستشارين وموقفهم، الذي وصفته بـ”المحترم والبطولي”، ضد رئيس جماعة عزابة حدثا مهما، مسجلة أن هذا “التمرد” وضع حدا لـ”خرافة” تحكم كضي في المشهد السياسي في جماعة عزابة وفي إقليم صفرو، الذي ظل البعض يرددها بدون خجل.

“واقعة أمس أسقطت كل “الادعاءات” و”التضليل” الذي ظل البعض يمارسه، عبر ترويج مغالطات حول “التحكم” و”السيطرة” على المستشارين”، تتابع المصادر، لتزيد أن ما حدث أمس فضح، أيضا، زيف رواية “دورة عزابة كتدار غير فالدروج ديال الجماعة” و”الدورة كدوز في 10 دقائق فقط، والمستشارين غير كيهزوا يديهم!”، والتي لا يتردد البعض في تكرارها في بعض المجالس.

يشار إلى أن رشيد كضي، رئيس مجلس جماعة عزابة للولاية الثالثة، بعد رحيله من حزب الحركة الشعبية إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، خلق جدلا واسعا بعد أن عرّت جريدة “الديار” عن “فضيحة سياسية” في الإقليم، بحصوله على رئاسة جماعة عزابة في الولاية السابقة خارج القانون بعد إدانته من أجل جنحة “الإدلاء ببيانات مخالفة للحقيقة أمام عدل” ومعاقبته بـ6 أشهر حبسا موقوفة التنفيذ وغرامة نافذة قدرها 500 درهم”، بحكم نهائي حائز لقوة الشيء المقضي به. (التفاصيل الكاملة للفضيحة في الرابط أسفله).

بدر عرفات: من المستفيد من “الفساد الانتخابي” وبقاء مدان بـ”شهادة كاذبة” على رأس جماعة؟.. “الديار” تكشف تفاصيل “مهزلة سياسية” بإقليم صفرو