يونس وعمر يكتب: عذرا جمال.. فقد أصابوا السياسة في مقتل!

كم الخروقات، الاعترافات والاتهامات الصريحة والمبطنة ..الذي صدر عن مستشاري دار القايد عمر خلال الأسابيع القليلة الماضية، كان كفيلا بإحداث زلزال في  اشد المنظومات الديموقراطية  ثباتا..

وحتى في أقلها تفاعلا..

كم التهم والمعطيات التي خرجت..

صحيحة كانت أم كيدية..

كانت كفيلة بحلحلة الوضع العام وخلخلته في أي بقعة في العالم أجمع..

بل في أي حقبة منذ عهد إيغود إلى اليوم!

حتى قبل آلاف السنين..

كانت شرائع حمورابي لتقول كفى.. فشرائع بابل لا تقبل هكذا عبث!

إلا هنا..

في مدينة صفرو وبالظبط سنة 2024..بتاريخ الدعابة والهزل والمجانة!

حيث تمر المآخذ مرور الكرام..

كأن مؤسسات مراقبة المال العام تتفرج في فيلم وثائقي عنوانه العبث!

“وا بيبيو “..

ألا يوجد ههنا أحد؟

ألا يستدعي كل ما قيل فتح تحقيق؟

أو حتى إصدار بيان..

توضيح..

تنديد..

او حتى إحاطة!

لقد تكلم مستشارو دار القايد عمر، دون ان نسمع أصواتهم..

فصوت الفضيحة كان أعلى!

دون أن تلتقطه كل رادارات المؤسسات.. والأحزاب.. والجمعيات الحقوقية..

على اختلاف تلاوينها..

أيعقل أن تخرج كل تلك الاتهامات والاعترافات دون أن يتحرك شيء في هذه البقعة الحزينة!

تخيل معي وحسب،

أن يتأبط البعض ملفات “فساد ثقيل “، قبل ان ينتجوا كلمات ثقيلة على صدور الديموقراطية والمدينة..

بل وكل الوطن!

ملفات تصف بسطور مبعثرة، ككومة رماد، كل أنواع التهم..

إن شئت “ثراء غير مشروع ” تجده..

وإن شئت “تهربا ضريبيا” تلقه..

“شططا” في استعمال السلط..

و”تزويرا”..

أو محاضر مختفية..

خلاصة القول من كل جرم طرف!

هل بقيت هذه الاتهامات حبيسة جدران مدينة بحجم صفرو؟

لا..

فقد جابوا بها  شوارع  الرباط..

وسلا..

والنواحي..

بل وسائر بقاع الوطن..

فقد كان حبل اليوتوب طويلا بما يكفي لينشر الغسيل الوسخ على الملأ..

وحتى يمعن القدر في التنكيل بكل مفاهيم “تدبير الشأن المحلي “، يخرج الرد من الجهة الاخرى بكلمات تزن الواحدة منها أرطالا..

قالوا أن هناك شيكات انتخابية أعطيت..

بكل بساطة..

ومستشارون يحكون عن خروج مخطط التهيئة إلى “السماسرة ” قبل وصوله إلى أعضاء لجنة التعمير..

بكل بساطة..

بل وعن لوبيات عقار..

وشراكات عقارية تسمن وتغني من جوع..

عن حسابات بين الشركاء..

ومصائب أخرى..

ماذا بعد ؟

لاشيء..

البتة!

كأننا جميعا نحمل جنسية “نيبالا “..

يا سادة البلدية..

وحكامها..

وحواريوهم!

يا أهل الحل والعقد..

والقانون..

ومؤسسات مراقبة المال العام..

يا فاعلوا المدينة..

وحقوقيوها..

اليس هناك احد يقول شيئا لما نعتبره مواطنا في هذه البقعة!

إن كانت تلك الاتهامات والملفات والخروقات صحيحة.. أين المتورطون؟

وإن كانت “وشايات كاذبة” وحكايات من خيال تضرب الفعل الديموقراطي في الصميم.. فأين المتورطون!

رجاء..

قولوا شيئا يسمح لنا بفسحة من الأمل!

افعلوا أي شيء يحفظ للعملية الديموقراطية بصيصا من المصداقية..

فقد أصابوها في مقتل!

أيعقل أن يثق الشباب في لعبة ديموقراطية يقولون لهم انها مضمونة بشيكات انتخابية!

أيعقل أن نشارك جميعا في فعل ديموقراطي، يحكي “المسؤولون المنتخبون” انه ينتج لوبيات عقارية.. في منظومة تعتمد على أصوات مواطنين يسهل خضوعهم لسلطة المال؟

ألا يعني ذلك ان يزداد الغني غنى.. بفعل كل الخروقات التي نشروها؟

ألا يعنى ان يزداد الفقير فقرا.. بفعل كلفة الفساد وغياب برامج تنموية لانشغال المنتخبين بصراعهم جميعا في الوحل!

ثم.. أين اليسار من كل هذا؟

أين محلفط ومزلفط..

وقواعدهم.. من اليساريين الجدد!

أين المناضلون الحقيقيون الذين قبلوا.. وبعد عشرات السنين ان يضعوا يدهم في يد من اعتبروهم بلاطجة لزمن طويل!

أم أن وصول اليسار إلى هكذا حضيض هو أحد أسباب هذا الوضع البئيس!

أين المجتمع المدني..

ومتقاعدو العشرين من فبراير!

أليس كل ما نسمعه من اتهامات فسادا بكل اللغات..

حسب كل المعايير..

وكفرا بكل القيم!

ألا يوجد احد ههنا يقول حرفا؟

عذرا جمال..

لقد دارت علينا الدوائر حتى أصبحنا نقول، يا ليتكم ترجعون..

ليرجع المناضلون من كل حدب وصوب..

فبوجودكم فقط يحلو النضال..

وبوجودكم تحيا المقالع،

مقالع محاربة الفساد..

وببقائكم تعمل الأجهزة بجد،

اجهزة الميكروفون والتلفاز..

نحن هكذا يا جمال ..

أبناء المدارس السياسية على تناقضاتها..

نطحن بعضنا بعضا..

سواء كنا في الحكم.. كما كنتم!

أو كنا في الفعاليات.. كما كنا!

لكنا جميعا نخرس..

نهدأ..

عندما يحكمنا “بعبث وفوضى” من لم ينهلوا من مدارس السياسة،

ولم يعيشوا مخاضات شبيبات الاحزاب..

وبعد أن ظننا انه برحيلكم،

يخشى القاطنون الجدد من مغبة المجازفة..

اكتشفنا أننا كنا كمن يشبه الماء بعد الجهد .. بالماء!

تعبر المقالات المنشورة في منتدى الديارعن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة