رضا أحمد الشريف يكتب: لماذا يستمر مسلسل “غنصفطوك لفاس” بقسم الولادة داخل مستشفى صفرو؟
إن اختيارنا التحدث عن مصلحة الام والطفل وخاصة قسم الولادة لم يأتي وليد الصدفة بل يعتبر هذا القسم ثاني أهم المصالح داخل المركز الاستشفائي الاقليمي محمد الخامس بصفرو بعد مصلحة المستعجلات ويعتبر بدوره حديث الشارع الصفروي ويتم من خلاله تقييم الوضع الصحي بالاقليم.
إن قسم الولادة يعتبر جزء داخل مصلحة الأم والطفل حيث تتوفر هذه المصلحة على مجموعة من الاختصاصات سواء التمريضية أو الطبية ويعتبر تخصص أمراض النساء والتوليد من ركائزه المهمة, حيث يتوفر القسم المذكور على طبيب وطبيبة في هذا التخصص بالاضافة لأكثر من 16 ممرضة تخصص القبالة دون الإغفال عن الممرضات متعددي التخصصات.
إن المشكل الذي تخافه كل امرأة مقبلة على الولادة وعائلتها هو أن يتم إرسالهم إلى مدينة فاس خصوصا خارج أوقات العمل أو نهاية الاسبوع والعطل الشيء الذي يزيد من معانات الأسر الفقيرة رغم توفر الإسعاف بشكل مجاني للعموم.
فمن وجهة نظرنا كمكتب نقابي فإن الحل الوحيد والطبيعي هو إقرار نظام الخدمة الالزامية لفائدة أطباء أمراض النساء والتوليد حيث يتطلب هذا النظام توفر المصلحة على طبيبين كأقل عدد الشيء الذي نتوفر عليه من ناحية ويصعب تطبيقه من ناحية أخرى لتوفر طبيب منهما على ملف طبي شفاه الله يعفيه من العمل الليلي وبعض أنواع الخدمات لظروف صحية قاهرة.
إن هذا النظام الخاص بالخدمة الالزامية ينص على حضور الطبيبين يوميا من الاثنين الى الجمعة والاشتغال داخل أوقات العمل الاداري بالاضافة الى حضور أحد الطبيبين حسب التناوب اليومي خارج أوقات العمل وكلما دعت الضرورة كما هو معمول به في مجموعة من المراكز الإستشفائية نذكر منها إقليم أزرو, لكن وجب تأكيد بأن المشكل الذي يعاني وسيضل يعاني منه إقليم صفرو هو قربه الجغرافي الى مدينة فاس واستقرار معضم أطره الصحية خارج الاقليم خاصة الاطباء (95٪), لدى فإننا نتسائل ما سبب نجاح قسم الولادة في إحدى الفترات؟ وهنا تعود بنا الذاكرة الى آخر فترة والتي كان فيها الدكتور عدي العقاوي يشتغل في هذه القسم ويقطن بمدينة صفرو مما جعل حضوره شبه دائم وعدم تردده في الإجابة على المكالمات الهاتفية من طرف القابلات والحضور في أي وقت وكلما دعت الضرورة مما جعل قسم الولادة يعيش أزهى فتراته وبشهادة الساكنة.
لهذا فإن هذا المشكل والذي يؤرق كاهل الحاملات لا تتحمل مسؤوليته القابلات بحكم إلتزامهم بالقوانين المؤطرة لتخصصهم والتي تحملهم المسؤولية الإدارية والقانونية في مجموعة من التدخلات مما يلزمهم طلب الرأي الطبي المتخصص من المستوى الثاني بمدينة فاس لعدم تواجده حينها بمدينة صفرو.
لدى فإن طلب التنقل الى مدينة فاس من طرف القابلة ليس بغرض التخلص والتملص من أداء الواجب المهني بل هو بالدرجة الاولى في صالح المرأة الحامل وتجنيب تعرضها لأي مكروه ولو كانت نسبته ضعيفة خصوصا وأن اي تنقل الى المستوى الثاني يتطلب المرافقة من طرف القابلة لتفادي حدوث مضاعفات في الطريق أو احتمال إرجاع المرأة الحامل إذا ما تم تأكد من إنعدام أي خطر عليها.
فمن منظورنا المتواضع والواقعي فإن قطع الحبل السري بين إقليم صفرو ومدنية فاس في هذا الجانب يتطلب تحمل المسؤولية من طرف جميع الجهات خصوصا وزارة الصحة والجهة عبر توظيف طبيب متخصص في التوليد داخل الاقاليم ومن قبل السلطات الإقليمية والمحلية عبر التوظيف بالتعاقد للطبيب او طبيبين تخصص الولادة ووضعهم رهن اشارة المركز الاستشفائي الاقليمي محمد الخامس بصفرو إسوة بالتجارب السابقة لبعض الاقاليم كإقليم تازة, كما ان ضعف الخدمات الصحية بالاقليم بصفة عامة بما فيها الولادة راجع بالأساس الى عدم تعدد العرض الصحي خصوصا غياب القطاع الخاص حيث وإلى غاية اليوم لا يتوفر الاقليم على مصحة خاصة أو عيادات عصرية بمختلف التخصصات والتي ستساهم في رفع التنافسية و مستوى الخدمات الصحية, ومن هنا ندعوا السلطات المحلية إلى تقديم التسهيلات الضرورية للمستثمرين في القطاع الصحي, كما نطالب المندوبية الإقليمية للصحة بإعادة تأهيل دور الولادة المتواجدة بتراب الإقليم وتزويدهم بالعدد الكافي من الأطر التمريضية تخصص القبالة لتخفيف الضغط على المستشفى بالإضافة الى التكفل ببعض الحالات التي في بعض الاحيان لا تستدعي الحضور الى المستشفى الاقليمي, أما إدارة المركز الإستشفائي الإقليمي فندعوها الى إعداد وتوفير الظروف والمستلزمات الضرورية لإقرار نظام الخدمة الالزامية داخل قسم الولادة وتجديد المعدات الطبية (ايكوغرافي4D و RCF لقياس نبضات القلب عند الجنين,…).
ومن خلال ما دكرناه فإن قسم الولادة يعرف خلال السنوات الأخيرة ضعف الأرقام والإحصائيات خاصة الولادة القيصرية لتوفر القسم المذكور على طبيبة واحدة تعمل بكل تفاني وإخلاص وتضحي بوقتها وتأخر عطلها الادارية خدمة للصالح العام وبهذه المناسبة يتقدم المكتب الإقليمي للمنظمة الديمقراطية للصحة بصفرو بأزكى عبارات التقدير والاحترام للدكتورة زينب يحياوي على ما تقدمه من خدمات ونتمنى لها الصحة والعافية والشفاء التام من الاصابة التي لحقتها خلال تأديتها للواجب المهني. كما نوجه شكرنا وامتناننا الى الدكتور السلاوي محمد أمين على مجهوداته الجبارة وصموده وتتبعه الدائم للمرضى رغم ظروفه الصحية شفاه الله.
“وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ”
صدق الله العظيم.
ولنا عودة كلما دعت الضرورة أو عند الإنتهاء من إعداد تصورنا للاقلاع بالقطاع الصحي إقليميا.
تعبر المقالات المنشورة في “منتدى الديار” عن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة