في سابقة خطيرة.. اعتصام مفتوح لأعضاء جماعة ببولمان لهذه الأسباب

يخوض أعضاء جماعة القصابي ملوية بإقليم بولمان اعتصاما مفتوحا بمقر الجماعة احتجاجا على ما وصفوه بالقرارات الانفرادية والعشوائية في التسيير التي ينتهجها رئيس الجماعة.
وجاء هذا الاعتصام في ظل تراكم الاستياء من وضعية الجمود التي تعيشها الجماعة، والتي اعتبرها المحتجون نتيجة مباشرة لسوء التسيير وانعدام رؤية واضحة لتحقيق التنمية المحلية.
بوداني محمد، النائب الثاني لرئيس الجماعة، صرح بأن هذا الاعتصام جاء للتعبير عن عدم رضا الأعضاء عن الأوضاع الراهنة بعد ثلاث سنوات من انتخاب المجلس الحالي. وأضاف أن الجماعة تعاني من غياب تحقيق الوعود الانتخابية والمطالب الملحة للسكان. وأكد أن الرئيس منفصل تماما عن الأعضاء، سواء كانوا من الأغلبية أو المعارضة، مشيرا إلى أن الجماعة تواجه تحديات كبرى مثل نقص الماء الصالح للشرب وتدهور البنية التحتية، بينما يتجاهل الرئيس هذه القضايا الأساسية ويهتم فقط بمصالحه الشخصية.
وأشار، في تصريحات اطلعت عليها جريدة “الديار”، إلى أن الجماعة تمتلك إمكانيات مالية وشراكات مع المجلس الإقليمي، إلا أن الرئيس لم يستغل هذه الموارد لحل مشاكل السكان، مشددا على أن هذا الوضع لا يليق بجماعة بحجم القصابي.

من جهته، أوضح لحسن بوعبيدي، النائب الرابع للرئيس، أن حصيلة الرئيس منذ انتخابه عام 2021 منعدمة تماما. وكشف عن وجود خروقات إدارية ومالية، من بينها رفض الرئيس عقد دورات استثنائية طلبها الأعضاء، إضافة إلى امتناعه عن صرف فائض مالي يقدر بـ 270 مليون سنتيم لخدمة الصالح العام.
كما أشار إلى أن الرئيس لم يرسل محضر دورة سابقة إلى الجهات المعنية رغم التصويت بالأغلبية المطلقة على ملتمس يطالب بإجراء افتحاص إداري شامل للجماعة.
واتهم بوعبيدي الرئيس بضرب القانون التنظيمي عرض الحائط، موضحا أن الأخير يتصرف بشكل استبدادي، حيث يقرر ميزانية الجماعة بشكل أحادي، ويطالب الأعضاء بالتصويت عليها فقط.
ولفت إلى حادثة طرد أحد الأعضاء من المجلس، حيث تدخل العامل والمحكمة الإدارية لصالح العضو المقال، لكن الرئيس رفض تنفيذ الحكم.
بدوره، انتقد عبد الرزاق عتروس، مستشار جماعي، أسلوب التسيير العشوائي للرئيس، مؤكدا أن الأخير جمد مشاريع التنمية بالمنطقة لأسباب غير واضحة. وأضاف أن الأعضاء الشباب قدموا عدة مبادرات للتعاون والعمل الجماعي، إلا أن الرئيس لم يستجب لهذه المحاولات، مشيرا إلى أن الأخير يستخدم ألفاظا عنصرية ويمارس ضغوطا على نوابه.
كما حمل عتروس المسؤولية للمنسقين الجهوي والإقليمي لحزب الرئيس، مشيرا إلى أن هؤلاء دعموا شخصا يفتقر للكفاءة، في الوقت الذي تتوفر فيه الجماعة على شباب مؤهلين وقادرين على تقديم الإضافة.
وكان أعضاء المجلس قد وجهوا، حسب تصريحاتهم، شكايات ومراسلات إلى الجهات الوصية، مطالبين بالتدخل العاجل لإنقاذ الجماعة من حالة الجمود التنموي التي تعيشها. حيث عبروا عن أملهم في أن يتدخل عامل الإقليم لوضع حد لهذه التجاوزات، وضمان احترام القانون والتنظيم المحلي.