صادم.. “تجمعي” يتهم مسؤولين بحزبه بـ”الكذب” ولقصب يشبّه “نشاطا” بـ”مسيرة ولد زروال”

تحول نشاط “رياضي” من تنظيم المجتمع المدني، صبيحة أمس الأحد 5 يناير بملعب 18 ماي بسيدي بوجيدة، مقاطعة جنان الورد بفاس إلى حدث مثير للجدل.

وحسب مصادر مطلعة، فقد عرف الحفل الرياضي “إنزالا” لمنتخبين عن حزب التجمع الوطني للأحرار، على راسهم زينة شاهيم، البرلمانية عن جهة فاس مكناس ورئيس لجنة المالية بمجلس النواب، وخالد العجلي، البرلماني عن دائرة فاس الجنوبية، وعبد السلام البقالي، عمدة مدينة فاس، وحسن التازي شلال، رئيس مجلس العمالة، بالإضافة على عدد من المستشارين بالمجلس الجماعي لفاس، فيما اعتبرته مصادر استغلالا لنشاط رياضي في حملة انتخابية سابقة لأوانها.

“لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، تورد مصادر جريدة “الديار”، بل تعداه إلى تفجير مناضل من حزب “الحمامة” لمفاجأة من العيار الثقيل في وجه المنتخبين وأمام حشد من النساء والمتتبعين خلال تناوله الكلمة في الحفل المذكور”.

وتوجه المناضل المذكور بالحديث إلى الحاضرين متهما “منتخبي” حزب “التجمع” بالكذب على المواطنين، ومحذرا من تصديق كلامهم.

“متيقوش بيهم.. هاد الناس كيكدبو عليكم، صوتنا عليهم شنو دارو لينا؟!”، تلخص المصادر ما جاء في كلمة “التجمعي” الغاضب مما اعتبره وعودا كاذبة لمنتخبي حزب “الحمامة”.

من جهته، شبه علي لقصب، المستشار بالمجلس الجماعي لفاس عن حزب التقدم والاشتراكية، “الاستغلال” السياسي لـ”النشاط الرياضي” بملعب 18 ماي بسيدي بوجيدة بـ”مسيرة ولد زروال” الشهيرة.

وعبر لقصب، في مقطع فيديو نشره على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”، عن استيائه من استغلال نساء مقاطعة جنان الورد، وخصوصا حي سيدي بوجيدة، في نشاط وصفه بـ”السياسي المغلف بغلاف رياضي”.

وأشار مستشار حزب “الكتاب” إلى أن النشاط نُظم تحت شعار: “آجيو تشاركو فالقرعة، وتلعبو مع دنيا بوتازوت، ولي جاب 10 نساء يربح بدلة رياضية”، واعتبره استغلالا سياسيا بئيسا.

وسجل لقصب أن النشاط، الذي أُقيم يوم أمس الأحد، نظمته ثلاث جمعيات ذات طابع رياضي وتربوي واجتماعي، وكان الهدف منه في الأصل رياضيا لفائدة نساء المنطقة. إلا أن لقصب أوضح أن النشاط اتخذ أبعادا سياسية خفية، حيث تحول إلى منصة للاستقطاب السياسي، محذرا من استغلال المؤسسات التعليمية والمرافق العمومية لأهداف انتخابية. ودعا الحزب الحاكم إلى ممارسة السياسة بـ”شرف”.

ووجه لقصب انتقادات لاذعة للحزب الذي يدبر شؤون مدينة فاس، مشيرا إلى أنه يعجز عن تنظيم أنشطة تبرز إنجازاته بشكل مباشر، وبدلا من ذلك يلجأ إلى وسائل “غير نزيهة” لإظهار قوته في التعبئة والاستقطاب. وأضاف أن استغلال حاجة عدد كبير من النساء والشابات للمشاركة في هذا النشاط، دون إخبارهن بالطابع السياسي له، أمر غير أخلاقي. كما انتقد حضور شخصيات بارزة في الحزب دون تقديم حلول حقيقية لمشاكل الأحياء التابعة لمقاطعة جنان الورد، خاصة وأنها تتخبط في مشاكل جمة.

ولفت المتحدث إلى أن النشاط أثار موجة من الغضب بين الحاضرين، حيث أُوهمت النساء بإمكانية الفوز بجوائز رياضية والمشاركة في مسابقات، وهو ما لم يتحقق. كما عبر عن استيائه من استغلال أطفال مدرسة كروية، حيث طُلب منهم إحضار عشر نساء مقابل الحصول على بدلة وحذاء رياضيين، مما تسبب في إحباط نفسي كبير لهم.

وانتقد المستشار أيضا الوعود التي قدمت للنساء باللعب مع نجوم مثل دنيا بوتازوت وفاطمة خير ونزهة بدوان، ليكتشفوا لاحقا غياب هؤلاء الشخصيات عن النشاط. واعتبر هذه الممارسات “استغلالا بئيسا ومقيتا وحاطا من الكرامة الإنسانية”.

وفي ختام تصريحاته، شدد لقصب على ضرورة أن تعمل الأحزاب السياسية بوضوح وشفافية في أنشطتها، وأن تستمع لمعاناة المواطنين ومقترحاتهم، بدلا من الانخراط في أنشطة تخدم مصالح انتخابية ضيقة، وذلك بعد أن أشار إلى حادثة اتهام “التجمعي” مسؤولين من حزبه بالكذب.