غياب فضاءات ثقافية ومسرحية بفاس.. جدل حول التراجع الثقافي في العاصمة العلمية

وجه عبد المجيد الفاسي، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، سؤالا كتابيا إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل، حول غياب فضاءات التنشيط والعروض المسرحية بالمدينة.
وأشار النائب البرلماني إلى أن فاس تشكل أحد الأقطاب الحضارية المركزية للمملكة المغربية، فهي العاصمة العلمية، التي تشع بهالة فريدة على امتداد تاريخها الثقافي والروحي والحضاري الزاخر، والتي لم يكن لها أن تحوز تلك المكانة العمرانية دون أن تسندها نهضة ثقافية حقيقية، تتفاعل معها وتدعمها لصياغة عمق حضاري ونبوغ وطني متفرد، قادر على التفاعل والحوار مع الآخر. وهو ما يجعل من الثقافة فاعل مركزي في تشكل الوعي بالهوية الوطنية الحضارية للأمة المغربية، من خلال دورها في تخصيب انبثاق ذكاء جماعي يعزز الانتماء والاستقرار الاجتماعيين، ويمنح الأفراد مناعة من الانحراف أو التطرف، بل يوطد انخراطهم الإيجابي في المشروع المجتمعي التنموي الذي تخوضه بلادنا.
وبالرغم مما تزخر به المدينة من مقومات ثقافية، يضيف الفاسي، تواجه حاليا تراجعا ملحوظا في إشعاعها الثقافي، أبرز تجلياته الضعف الكبير في البنية التحتية الثقافية من قاعات للسينما ومسارح وصالات للعرض ومركبات ثقافية وفضاءات للتنشيط الثقافي.
وأردف في سؤاله، نتوفر على نسخة منه، أنه في هذا الإطار تعاني الفرق المسرحية بمدينة فاس من غياب لقاعات للتدريب والتنشيط والعرض داخل مدينة فاس، بل حتى فضاء الحرية الذي كان الملاذ الأخير لهم طال إغلاقه للإصلاح، مما يضطر البعض منهم إلى التنقل للمدن المجاورة ( مدينة الحاجب مثلا ) مع ما يرافق ذلك من هدر للوقت والمجهود، وتكبد تكاليف ونفقات مادية مرتفعة الأمر الذي يحبط رواد المسرح بالمدينة.
“لأجل ذلك، نسائلكم السيد الوزير، عن الإجراءات التي ستتخذونها لتوفير بنية تحتية ثقافية، وقاعات للاحتضان العروض المسرحية تليق بالحاضرة العلمية للمملكة مدينة فاس ؟” يخلص السؤال.