الدكتورة شفيقة غزوي تكتب: قبل ان تشعل سيجارتك الأولى.. فكر
قبل ان تشعل سيجارتك الأولى.. فكر!
جملة طالما راودتني منذ أمد خلال سنوات دراستي وتداريبي الميدانية في المستشفيات وحياتي المهنية على حد سواء.
أستحضرها كلما مررت بحالات دمرها العدو القاتل تدميرا.
شباب في مقتبل العمر أضحوا ملازمين أقسام المستعجلات ومصالح الامراض التنفسية والصدرية من أجل جرعة أكسجين.
وجوه شاحبة وعيون جاحظة تتلهف لنسف دخان ممزوج بسموم قاتلة.
أي عقل هذا؟ وأي منطق يتقبل أن يفني الانسان زهرة شبابه ويدمر حياته؟
بؤس ودمار مقابل نفث سيجارة مسمومة.
هل تكفينا ملصقات هنا وهناك؟
ثانويات، مستشفيات، أماكن عامة تنهانا عن التدخين وتذكرنا أن هذا الفضاء، وذاك الفضاء بدون تدخين.
جميل أن نستحضر مخاطر التدخين في يومه العالمي، ومفيد جدا أن نقوم بحصص توعوية.
ندوات ومحاضرات نذكر فيها ما لهاته الآفة من عواقب وخيمة اجتماعيا، اقتصاديا، صحيا ونفسيا.
لكن يبقى السؤال: هل هذا كاف؟ هل يكفينا أحياء يوم في السنة كيوم عالمي للإقلاع عن التدخين كما تنص على ذلك منظمة الصحة العالمية أم علينا الانخراط في استئصال الورم الخبيث من جذوره؟
نهيئ أطفالا في بيئة سليمة رافضة للعدو المقيت بينها لنمحو من مخيلتهم تلك الصورة “الراسخة” أن التدخين عنوان قوة الشخصية واكتمال الرجولة ومنتهى التحرر والانفتاح.
نواكب اليافعين والشباب بخلق أنشطة موازية رياضية ثقافية.
نخاطب عقلهم وتفكيرهم بكل موضوعية وواقعية واحترام.
نذكرهم بخطر التعلق به وبصعوبة الاقلاع عنه، إذا ما استفحلت سمومه في الجسم، الذي يحوله الى كتلة عظام وسحنة شاحبة وسعال مزمن.
لنجعل شبابنا مساهمين في التوعية والتحسيس وإعطاء النموذج الرائع باعتماد مقاربة الترغيب وليس الترهيب.
جميل أن نكثف جهودنا من أجل التصدي للتدخين في يومه العالمي، لكن الأجمل أن نحاربه مدى الحياة.
تعبر المقالات المنشورة في “منتدى الديار” عن رأي أصحابها، ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر الجريدة