الدكتورة غزوي تكتب: أهمية الالف يوم الاولى .. نساء العالم القروي بين تجربة الحمل وخوض غمار الأمومة
لا شك أن الحديث عن المرأة في العالم القروي تعدد وتشعب وأسال مدادا كثيرا، وتناولي له من الجانب الصحي الإنساني والإجتماعي يبدو امرا طبيعيا منبثقا من ممارستي المهنية وزياراتي الميدانية ومن الوقوف عن قرب على حياة نساء يغلب عليهن طابع العفوية والتلقائية.
تجربة الحمل لدى المرأة القروية في بعض الأحيان اختيارية، ومفروضة في معظمها. استوقفني غير ما مرة تلك المرأة الحامل في سن الزهور وأشهر حمل متقدمة والتي تقوم بالسهر على أسرة وأطفال في سن جد متقارب لم تفلح وسائل تنظيم الأسرة في إعطاء هاته الأم الشابة فرصة العناية ببنيتها، واهنة شاحبة، وجباتها الغذائية بالكاد تتعدى الواحدة لتعجل بولادة محفوفة بالمخاطر، أمام عدم إلمامها بالخطر المحذق.
وعن عوائق ولوجية لمؤسسات صحية أكثر منها بسيكولوجية ومادية، لم يكن بوسعي، والمغرب ينخرط في الحملة الوطنية للتحسيس والتوعية بأهمية التغذية المتوازنة خلال 1000 يوم الأولى، إلا ان أستحضر الواقع المعاش لدى المرأة في العالم القروي وضرورة رفع مستوى الوعي بشتى الوسائل المتاحة حول أهمية مراعاة كيفية تغذيتها ومساندة الأسرة والمجتمع لها.
كل البرامج الصحية المسطرة أولتها أهمية قصوى؛ كل المراكز الصحية توفر خدمات لا يستهان بها، لتبقى الضرورة الملحة إلى تقليص الهوة بينها وبين المؤسسات الصحية من أجل تسهيل ولوجها المعنوي النفسي، قبل الولوج المادي لتستفيد من الخدمات الصحية من مراقبة الحمل والكشف المبكر عن حالتها “التغذوية”، والحصول على الإرشادات وحصص التوعية والتحسيس.
كثيرات من يعتقدن خطأ أن تناول الأعشاب لا ينطوي على أي خطر. كما أن القليلات من يعين أن بعض تشوهات الجنين مرتبطة بنقص في بعض المواد الغذائية والفيتامينات، وعدد لا يستهان به يعانين فقر الدم والهزال جراء نقص الحديد معرضات لأخطار لا حصر لها من ولادات مبكرة ووفيات.
حمل سليم وولادة آمنة رهينان برفع درجة الوعي وتكاثف الجهود لتنعم نساء العالم القروي والحضري على حد سواء بحياة صحية أمنة.