مقبرة “ويسلان” تمتلئ عن آخرها.. أزمة دفن الموتى تهدد مدينة فاس
تعرف مدينة فاس أزمة كبيرة في ملف المقابر ودفن موتى المسلمين.
وفي هذا السياق، قالت مصادر أن ساكنة فاس ستعاني، في القادم من الأسابيع، من صعوبات كبيرة في تدبر أمر قبر لدفن مواتهم، بعدما اقتربت مقبرة “ويسلان” المحاذية للمركب الجامعي ظهر المهراز، والتي تطل على فاس القديمة، من الامتلاء.
“وهو نفسه الشبح الذي يخيم على مقبرة “باب فتوح”، في حين تعاني مقبرة “طريق عين الشقف” من صغر القطعة الأرضية المخصصة لها، و”تحويلها” إلى مقبرة “راقية” تستقبل موتى الأسر الميسورة، وتكاد بدورها تتحول إلى ما يشبه المقابر الخصوصية” تضيف المصادر ذاتها.
وحسب مصادرنا فإن الأسر ستضطر، تبعا لهذا المأزق الكبير، إلى البحث عن قبور لذويهم في مقابر الجماعات القروية المحيطة ودواويرها، في ظل غياب أي مشروع جماعي لإحداث “المقبرة الكبرى” للمدينة.
وأشارت المصادر إلى أن هذا الملف كان من المفروض أن يكون ضمن جدول أولويات المجالس المتعاقبة التي يبدو أنها لا تفكر في الأحياء ولا حتى في الأموات بما يحفظ كرامتهم.
وكان إهمال المقابر بالمدينة قد سبق له أن جر انتقادات قوية ضد المجلس الجماعي الحالي. وبلغ الإحراج ذروته عندما عمد جمعويون معارضون إلى القيام بحملات تنظيف لها باستعمال أدوات بسيطة، كنوع من أنواع الاحتجاج على تخلي الجماعة والمقاطعات التابعة عن متابعة بتنفيذ الاهتمام بالمقابر وصيانتها، طبقا لما ينص عليه القانون المنظم.
كما تحدث مواطنون على أنهم وجدوا صعوبات في العثور على قبور موتاهم، نظرا لتراكم النفايات والأوساخ والأحراش. وتحولت بعض المقابر في ظل إحداث أسوار إلى ملاذ للمتسكعين والمنحرفين الذين لا يترددون في ارتكاب بشاعات بالقرب من القبور.
وتحدثت جمعيات أخرى على أن الإهمال في بعض المقابر المجاورة للمدينة القديمة وصل إلى حد تساقط رفات الموتى إلى الشارع بسبب عوامل التعرية التي تعرضت لها قبورهم.