الجاني تخيل نساء الدوار “عاريات”.. “الديار” تكشف تفاصيل “مجزرة القادوم” بتاونات
كشفت الأبحاث التي باشرتها الضابطة القضائية للدرك، أن الشاب العشريني قاتل جارته وزوجها، بواسطة فأس، في دوار تاونسات بجماعة تافرانت بتاونات، عاش هذيانا واضطرابات خطيرة في قدراته العقلية، أياما قبل ارتكابه الجريمة التي لم يسلم منها والده وابن الضحيتين (تلميذ عمره 15 سنة).
وانتابت الجاني المودع في سجن بوركايز ضاحية فاس، على غير عادته، تهيؤات وأفكار غريبة حاول إقناع والده بصحتها، قبل أن يدخل معه في نقاشات حادة وعقيمة تطورت إلى الأسوأ، من قبيل ادعاء رؤيته نساء الدوار عاريات وكلامه المتكرر عن الفاحشة والفساد.
وتكرر جدالهما كثيرا في يومين سبقا الجريمة، قبل أن يتجدد ليلتها بشكل اضطر معه الأب إلى دفعه لإبعاده عنه، ما أغضب الابن الذي تسلح بأداة فلاحية (قادوم) هاجمه بها وأصابه في رقبته. وفر الأب خارج المنزل، إلا أنه تعقبه دون أن يلحق به ليعود أدراجه.
وتوجه الجاني المعروف بدماثة أخلاقه وحسن سلوكه وتعامله مع أبناء وبنات الدوار، لمنزل جيرانه وطرق بابه قبل أن تفتحه جارته الخمسينية التي باغثها بالأداة نفسها وأصابها في رأسها بضربتين لتسقط أرضا جثة هامدة، بالطريقة نفسها التي أصاب بها زوجها الذي تدخل لإنقاذ زوجته.
ولم يسلم ابنهما الذي خرج لمعرفة ما يقع خارج المنزل بعد سماعه صراخ والديه، من الاعتداء، إلا أن إصابته أخف من والده الذي نقل في حالة صحية حرجة إلى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، قبل أن توافيه المنية أثناء إرجاعه إلى مسقط رأسه.
وظل الجاني في حالة فرار طيلة ساعات معدودات بعدما لجأ للاختباء في مكان خال، قبل أن يسلم نفسه لعناصر الدرك بالمركز الترابي بالورتزاغ التي حضرت بعد إخبارها من طرف السلطة، ليقتاد إلى مقر المركز للتحقيق معه، قبل إحالته أمس الأربعاء على الوكيل العام بفاس.
وهذه ثاني مجزرة تقع بنفس الإقليم في السنة الجارية، بعدما أجهز مختل في 17 أبريل الماضي، على 4 أشخاص وأصاب عددا مماثلا هاجمهم بالحجارة وأداة حادة، في مواقع مختلفة بدوار عين بيضا بجماعة عين عائشة، فيما وجدت عناصر الدرك صعوبة في إيقافه.